أصبحت شرائح البطيخ رمزاً لفلسطين منذ فترة بعيدة، ومؤخراً عاد البطيخ ليتداول على نطاق واسع كرمز لفلسطين بعد اعادة نشر أبيات قصيدة أمريكية تقول:
“في فلسطين حيث يعد رفع علم فلسطين جريمة،
ضد جنود إسرائيل
ترتفع شرائح البطيخ
تعبيرًا عن ألوان فلسطين الحمراء والسوداء والبيضاء والخضراء.”
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن تقرير أوردته “BBC“، فإن هذه الأبيات من قصيدة “تحية للبطيخ” للشاعرة الأمريكية أراسيليس جيرماي.
وقد كُتبت هذه الأبيات في سياق مساندة ودعم “القضية الفلسطينية”، مشيرة إلى المعنى الرمزي للبطيخ في هذا السياق.
كيف أصبح البطيخ رمزاً لفلسطين؟
وكما يعلم الجميع فإن الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، ليست فقط ألوان البطيخ بل هي أيضًا ألوان علم فلسطين.
وتظهر هذه الرموز في المسيرات والرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر عن الدعم لفلسطين ضد القصف الذي استمر شهرًا في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم.
ومع ذلك، تحمل هذه الرمزية للبطيخ قصة خاصة.
وكانت حرب عام 1967 بين العرب والكيان الإسرائيلي (المعروفة أيضًا بحرب الأيام الستة) قد انتهت بسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية.
وكان منع حمل علم فلسطين والألوان الموجودة فيه جزءًا من هذه الاحتلال.
وفي ظل تجريم حمل علم فلسطين، بدأ الفلسطينيون في استخدام شرائح البطيخ كوسيلة للاحتجاج.
بعد توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام في عام 1993، تم التعرف على العلم كرمز لإدارة فلسطين وبدأ استخدامه في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وخلال اتفاقيات أوسلو عام 1993، كتب جون كيفنر من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قائلًا: “في قطاع غزة حيث كانوا يعتقلون في وقت ما ” بين عامي 1987-1993″ بسبب حمل الشبان شرائح البطيخ التي تحتوي على الألوان الحمراء والسوداء والخضراء، يترقب الجنود الآن بحماسة أمام موكب الاحتفالات الذي يُقام باستخدام العلم الذي كان محظورًا في وقت مضى.”
وبعد بضعة أشهر، في ديسمبر/كانون الأول 1993، قالت الصحيفة إنها لا تستطيع تأكيد الاعتقالات في هذه القصة، لكنها أشارت إلى أن المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي “قال إن مثل هذه الحوادث ربما حدثت ولم ينكرها”.
التاريخ يعيد نفسه، وعاد البطيخ رمزاً لفلسطين!
ومنذ ذلك الحين، جسد الفنانون العرب والعالميون رمز شرائح البطيخ في أعمالهم كتعبير عن تضامنهم مع فلسطين.
ومن بين الأعمال الأكثر شهرة كانت تلك التي رسمها خالد حوراني عام 2007 في كتاب “الأطلس الذاتي لفلسطين” والتي تضمنت شريحة بطيخ.
وقد حصل هذا العمل، المعروف باسم “قصة البطيخ”، على شهرة عالمية واستخدم بشكل متكرر خلال الصراع بين الكيان الإسرائيلي المحتل وفصائل المقاومة الفلسطينية في مايو/آيار 2021.
وقد أصبح استخدام رمز البطيخ كرمز لفلسطين شائعًا أيضًا في بداية هذا العام.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير الشرطة الصهيونية بمصادرة علم فلسطين من الأماكن العامة، معتبرًا رفع هذا العلم “دعمًا للإرهاب”.
وقد جرى استخدام شرائح البطيخ مرة أخرى في المظاهرات المعارضة في داخل الكيان الإسرائيلي المحتل ضد نتنياهو وحكومته.
وعلى الرغم من عدم وجود قانون إسرائيلي يحظر حمل علم فلسطين، يمكن للشرطة والجيش الصهيوني رفع العلم في الأماكن التي يرون فيها تهديدًا للنظام العام بحجة “تشكيل تهديد للنظام العام”.
وفي يوليو/تموز 2023، استخدم نشطاء إسرائيليون رمز شرائح البطيخ وعبارة “الحرية” خلال فعالية في القدس.
وفي أغسطس/ آب 2023، جرى استخدام نفس الرموز في تل أبيب خلال احتجاجات على إصلاح القضاء الذي قاده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
خلال معركة طوفان الأقصى… البطيخ رمزاً لفلسطين مجدداً!
وفي الفترة الأخيرة، ظهرت شرائح البطيخ والصور التي تحمل هذا الرمز بشكل واسع في المظاهرات الموجهة ضد الحرب على قطاع غزة.
وقد قام الكوميدي البريطاني المسلم Shumirun Nesssa بإنشاء فيلترات تحتوي على البطيخ رمزاً لفلسطين على تيك توك وطلب من متابعيه استخدام هذا الفلتر لتصوير مقاطع الفيديو، مع وعد توجيه الإيرادات الناتجة إلى جمعيات تقدم المساعدات إلى غزة.
وقد بدأ بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استخدام رمز البطيخ بدلاً من علم فلسطين على منصاتهم لتجنب حظر الفيديوهات والحسابات.
وتقول بعض حسابات داعمي فلسطين إن إنستجرام يقوم بتطبيق “الحظر الخفي” ويمنع ظهور منشوراتهم على صفحات مستخدمين آخرين، ولكن مراسل بي بي سي جو تايدي يزعم زوراً أنه لا يوجد دليل على ذلك.
وهكذا أصبح البطيخ رمزًا سياسيًا في فلسطين على مر السنين، وخصوصًا خلال فترتي الانتفاضة الأولى والثانية.
واليوم، إلى جانب أنها تعتبر فاكهة محبوبة في المنطقة، أصبحت رمزًا قويًا يعكس رمزاً قوياً لفلسطين.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.