أفادت مصادر إخبارية تركية أمس أن محادثات تطبيع تركيا مع نظام الأسد ستتواصل في مايو/أيار المقبل باجتماع وزيري خارجية الطرفين.
ووفقا لما نقله فريق كوزال نت عن صحيفة “Hürriyet“، فإن تركيا لديها أربعة قضايا مطروحة في المحادثات، هي المساعدات الإنسانية، وعودة اللاجئين، وتمثيل المعارضة السورية في العهد الجديد، وإحياء العملية السياسية ومحاربة الإرهاب.
وتتواصل عملية محادثات تطبيع تركيا مع نظام الأسد بعد اجتماعات رؤساء أجهزة الاستخبارات ووزراء الدفاع، واستكملت المحادثات بلقاء نواب وزراء الخارجية.
وبعد انضمام إيران إلى جهود هذه العملية، اجتمع نواب وزراء الخارجية في موسكو في 3 و 4 أبريل/ نيسان الماضي، لأجل الإعداد للاجتماع بين وزراء الخارجية.
وفي البيان الذي صدر بعد الاجتماع، قيل: “عبر كل بلد عن موقفه ورأيه بصراحة وشفافية، وفي هذا السياق، توصلت الأطراف إلى اتفاق على استمرار المشاورات واللقاءات”.
موعد جديد لمحادثات تطبيع تركيا مع نظام الأسد
الآن تتجه الأنظار إلى اجتماع وزراء الخارجية الذي أعلن عنه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والذي سيُعقَد في بداية شهر مايو/أيار المقبل، وستتركز جدول أعمال اللقاء حول أربعة مواضيع طرحتها تركيا.
4 ملفات ساخنة على طاولة تطبيع تركيا مع نظام الأسد
إحياء العملية السياسية وضمان تمثيل المعارضة السورية
المصادر التي وصلت لها صحيفة “حريت” ذكرت باللجنة الدستورية التي لم تجتمع منذ شهور.
وقالت المصادر إن الاجتماعات السابقة لم تتجاوز مرحلة “ضرب الماء في الحجر”، مشددة على ضرورة إحياء العملية بصيغ مختلفة إذا لزم الأمر.
ولا تزال الاتصالات جارية مع المعارضة السورية في هذا السياق، كما تطرقت المصادر أيضًا إمكانية جمع نظام الأسد والمعارضة السورية في أستانا، ومع ذلك، فقد ذكرت المصادر أن الأمر يستغرق وقتًا حتى يتم بناء هذه العملية بطريقة صحية.
عودة طالبي اللجوء السوريين
وقالت المصادر أنه يمكن تطبيق هذه الخطوة بالفعل بعد إحياء العملية السياسية، إذ تذكر المصادر أن نظام الأسد أصدر أكثر من 20 عفوًا عاماً حتى الآن.
ويشار إلى أن دور الضامنين في عملية أستانا، تركيا وروسيا وإيران، يمكن أن يضمن تحقيق عفو جديد هذه المرة.
المساعدات الإنسانية
تشير تركيا إلى أنها يمكن أن تظهر مرونة في نقل المساعدات الإنسانية عبر معابرها الحدودية باتجاه جميع مناطق سوريا بشكل مستمر.
وقد تم التأكيد من قبل المسؤولين الأتراك على ضرورة ذلك خاصة بعد الزلزال الذي حدث مؤخراً.
وتتضمن خارطة الطريق التركية أيضاً دعم هذه الخطوات من خلال إجراءات بناء الثقة.
مكافحة الإرهاب
يعتبر ملف مكافحة الإرهاب من أهم الملفات بالنسبة لتركيا، إذ تريد تركيا القضاء على حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا من خلال التعاون مع نظام الأسد.
كما أن الرسالة المعطاة في هذا الاتجاه هي أن “وحدة أراضي سوريا مهمة للغاية بالنسبة لتركيا ويجب إخلاء جميع العناصر المسلحة، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، من شمال سوريا”.
نظام الأسد يريد انسحاب تركيا من شمال سوريا
تريد سوريا انسحاب القوات المسلحة التركية من مناطق العمليات، وفي هذا السياق، تطالب بـ “تعهدات أكثر حزماً بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية”، على حد تعبيرها.
وفي حين يستمر الاتصال الكثيف بين الدول الأربع، تسعى تركيا في الوقت نفسه للتنسيق مع الدول العربية.
ويجري التواصل مع الدول العربية التي تجري عملية تطبيع مع سوريا، وفي هذا الصدد، يجري التواصل مع دول مثل السعودية وقطر.
تطبيع العلاقات هام لكلا الطرفين!
وقالت صحيفة حرييت في نهاية تقريرها أن محادثات تطبيع تركيا مع نظام الأسد في غاية الأهمية لكل الطرفين.
ففي حين تستمر المحادثات لإعادة العلاقات الطبيعية بين تركيا وسوريا، فإن هناك مكتسبات مهمة يمكن لكل من الدولتين الجارتين الحصول عليها في نهاية العملية.
من وجهة نظر تركيا، فإن عودة اللاجئين هي واحدة من العناوين الرئيسية المتبادلة، وفيما تقوم تركيا باتخاذ هذه الخطوة، فإنها تتخذ إجراءات احترازية لضمان عودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم.
ومع ذلك، يوجد مسألة هامة أخرى وهي خطط الولايات المتحدة لشمال شرق سوريا، فعلى الرغم من رد فعل تركيا القوي، فإن الولايات المتحدة ما زالت تواصل التعاون مع منظمة PKK-YPG الإرهابية على أرض الواقع.
ويعتبر التطبيع بين تركيا ونظام الأسد العنصر الأقوى الذي سيعطل هذه الخطط الأمريكية.
إعداد وتحرير وترجمة: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.