حبسته حكومة الانقلاب في تركيا بتهمة ذبح العلويين وارتكاب مجازر، من هو محسن يازجي أوغلو؟
كان السياسي محسن يازجي أوغلو يعتبر من أكثر الشخصيات السياسية التي تجمعها علاقة طيبة ومودة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم اختلاف الخلفية الأيدولوجية، وقد حاول أردوغان ضمه إلى العدالة التنمية، لكنه رفض.
وبمناسبة الذكرى الـ12 لرحيله، أعد لكم فريق كوزال نت هذا التقرير عن أهم محطات حياة الرجل.
نشأة محسن يازجي أوغلو وتعليمه
ولد محسن يازجي أوغلو عام 1954 في ولاية سيفاس وأكمل تعليمه الجامعي بتخصص الطب البيطري في العاصمة التركية أنقرة.
وخلال تواجده في أنقرة إلى حركة الشباب القومي والتي تحولت لاحقا إلى حزب الحركة القومية الحالي “MHP“.
وكان يازجي أوغلو معروفا حينها باتخاذه التيار الإسلامي المحافظ داخل صفوف الحركة، وعام 1980 أوقف بتهمة ارتكاب مجزرة من قبل حكومة الانقلاب في تركيا.
حكومة الانقلاب تستهدف محسن يازجي أوغلو
ولدى وصولها للسلطة عام 1980، وجهت له الحكومة الانقلابية اتهامات بارتكاب مجازر بحق الشباب العلويين ومجزرتي “باهتشيلي افلير” في أنقرة وكهرمان مرعش وهي اغتيالات جماعية بحق شباب من العلويين أدت لمقتل 100 شخص منهم خلال 7 أيام.
وقد سجن يازجي أوغلو 7 سنوات ونصف، حُوكم فيها على قضايا عدة. وضمن هذه المدة كان معزولاً في الزنزانة المنفردة لفترة طويلة، إذ كتب قصيدة عنوانها “أشعر بالبرد”.
ويقال أن الرجل لم يكن متورطا بهذه الأعمال لكن حكومة الانقلاب أرادت تحييده عن المشهد حينها، لأنها تعرف شراسته وشعبيته في المشهد السياسي.
الإفراج عنه تمهيداً لبداية جديدة
قرر القضاء التركي عام 1987 إخلاء سبيله بعد اقتناعه ببراءته، وثم انضم إلى جمعية كانت تتكفل بعوائل الحركة القومية.
لكنه عام 1993 غادر الحركة القومية لأنه بحسب قوله “لم يعد يعرف طريقها السياسي ولا يفهمها” وأسس حينها حزب الاتحاد الكبير ودخل البرلمان التركي عن ولاية سيفاس عام 1995.
موقفه من حزب الشعب الجمهوري العلماني
يقول محسن يازجي أوغلو تصريح شهير عن حزب الشعب الجمهوري المعارض قال فيه ” إذا أعطيتم فقط وزارة العدل لهذا الحزب فلن تُصلح تركيا من نفسها لمدة 30 عاما، لقد رأينا عندما تسلموها سابقا، لقد أصبحت الدولة غير قادرة على دخول سجونها، مشيرا إلى أن هذا الحزب ضد معتقداته وقيمه ولا يهتم بالناس ولا برأيهم”.
أردوغان يحاول ضمه إلى حزب العدالة والتنمية
بعد تأسيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحزب العدالة والتنمية ذهب أردوغان وتورهان غوميز إلى منزل يازجي أوغلو في أنقرة وجلسوا على مائدة عشاء متواضعة أعدتها زوجته وخلال العشاء دعاه أردوغان إلى الانضمام للحزب.
حينها أكد يازجي أوغلو تعاطفه مع قضية الحزب ورفض بكل ود العرض، دون ذكر السبب الأساسي لذلك.
وقد استمرت السهرة بين الثلاثي رغم رفض العرض، وتحدثوا فيها عن واجب استمرار الأحزاب ذات التوجه الإسلامي والوسط والإصلاحي وقوتها في الساحة السياسية.
وتقول الأوساط السياسية التركية أن أردوغان ويازجي أوغلو كانت تجمعهما علاقة وثيقة واحترام متبادلة بسبب قرب توجهاتهما.
حادثة موته الغامضة!
في 25 مارس/آذار عام 2009، تحطمت مروحية يازجي أوغلو قرب ولاية كهرمان مرعش وعُثر عليه وعلى أصدقائه متوفين على بعد 110 كم من منطقة الإقلاع.
لا زالت عملية موته محيرة بين شبهة الاغتيال أو حادثة تحطم عادية، بينما يتم اتهام منظمة فتح الله غولان الإرهابية بالعملية من بعض الأصوات، إضافة إلى محاكمة موظفين بالإهمال خلال عمليات البحث والانقاذ عن الطائرة.
وبحسب ما نُقل عن الحادثة في حينه، فإن الإهمال جاء بعد كسر قدمه في تحطم المروحية وإطلاقه الاستغاثة لكن فريق الإنقاذ تأخر 3 ايام قبل أن يصل للمكان.
الجدير بالذكر أن محسن يازجي أوغلو كان متخوفا دائما من قوة فتح الله غولان في الدولة التركية ورفض عرضا مقدماً من غولان لتقديم الدعم المالي لحزب الاتحاد الكبير لقاء تجنيده للحزب في رجال الأمن والشرطة داخل عناصر الدولة..
إعداد: ياسين صعب
تدقيق لغوي ومتابعة: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.