في ظل اقتراب المواجهة الانتخابية الحاسمة في تركيا، والمقررة في 14 مايو/أيار المقبل، وفي ظل توحد المعارضة التركية خلف كمال كيليتشدار أوغلو كمرشح للرئاسة عن 6 أحزاب معارضة تركية، يبرز حليف الرئيس التركي أردوغان، زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي وحيداً كحليف مخلص لترشح الرئيس التركي للمرة الثالثة.
وفي ظل المتابعة الخاصة التي أعدتها شبكة وموقع كوزال نت، أعددنا لكم هذا التقرير عن الرجل الوحيد الحليف لأردوغان اليوم بين الأحزاب التركية قاطبة.
مولد ونشأة دولت بهجلي
ولد دولت بهجلي “Devlet Bahçeli” في منطقة “Bahçe” في ولاية عثمانية عام 1948، وينحدر من عائلة تركمانية عريقة في تركيا تسمى “فتاح اوغلولار” وهو من عائلة غنية ذائعة الصيت في ولاية عثمانية “Osmaniye” ويلقب فيها بـ”تركمان بك”.
لم يتزوج قط حتى اليوم رغم بلوغه 75 عاماً! ويعيش مع شقيقته، درس باهتشيلي تخصص الاقتصاد والعلوم التجارية وحصل على الدكتوراة من جامعة أنقرة.
بداية نشاط دولت بهجلي وبروزه مع الحركة القومية التركية
تحول باهتشيلي للعمل في حزب الحركة القومية “MHP” عام 1987، وهي اختصار لجملة “Milliyetçi Hareket Partisi” باللغة التركية، ليصبح نائب الرئيس والأمين العام للحركة القومية وهكذا حتى عام 1997، إذ انتُخِبَّ رئيسا للحركة القومية وحتى يومنا هذا ليكون أقدم رئيس حزب في تركيا مقارنة ببقية الأحزاب.
بعد تزعم باهتشيلي الحركة، حصدت الحركة أعلى نسبة انتخابية في تاريخها بمقدار 19%، ليشغل بذلك منصب نائب رئيس الوزراء التركي في حكومة ائتلافية.
زعيم الحركة القومية في منافسة أردوغان
استمر باهتشيلي أو بهجلي في منصبه إلى عام 2002 حتى اكتسح حزب العدالة والتنمية “AKP” بقيادة رجب طيب أردوغان للانتخابات البرلمانية، والتي خسر فيها باهتشيلي نسبة العتبة الانتخابية ولم يدخل البرلمان حتى عام 2007.
كان دولت باهتشيلي نداً قوياً لأردوغان وعُرف بخطابه المتلفز عام 2011 في ولاية يوزغات عندما انتقد فيه حكومة حزب العدالة والتنمية “الحزب الحاكم”، “يقول الأطفال لوالدتهم عندما يشاهدون إعلانات الشوكولاتة لماذا لا تشترين لنا البسكويت، الكلمة مستخدمة من العثمانية والفيديو حاز على ملايين المشاهدات مع توزيع البسكويت!”
عام 2015 تسبب حزب باهتشيلي بارتباك داخل أروقة حزب العدالة والتنمية الحاكم، إذ حصد على 19% من أصوات الناخبين الأتراك في الانتخابات البرلمانية التركية، ليخسر على إثرها رئيس حزب العدالة والتنمية في حينها أحمد داوود أوغلو الأغلبية لتشكيل الحكومة.
وقد رفض الأحزاب في حينه تشكيل الحكومة بالتوافق، ثم أمر أردوغان بإعادة الانتخابات ليكتسح حزب العدالة والتنمية الانتخابات وينخفض حزب بجهلي من 19% إلى 11%.
بداية الأزمة داخل حزب الحركة القومية
على إثر هذا التراجع شهدت الحركة القومية أكبر تحركٍ في تاريخها للإطاحة برئيسها وذلك بقيادة ميرال أكشنار وآيدن، لكن انتهت المحاولة بالفشل، لتنتهي القصة بالاستقالات والطرد بدءا من أكشنار، وآيدن، وسنان أوغان، وأوميت أوزداغ وأسماء كثيرة أخرى، واللذين شكلوا لاحقا حزب الجيد المعارض باستثناء أوغان.
ورغم الانشقاقات الكبيرة فإن حزب الحركة القومية لم يتأثر كالمنتظر منه، وذلك على إثر تحالفه مع العدالة والتنمية تحت اسم “تحالف الشعب” عام 2018، ولكن على النقيض تماماً فإن حزب الجيد “İYİ PARTİSİ” قد حاز على نسبة أكبر في التصويت، وقد جاء ذلك على حساب الحركة القومية من المنتمين لليمين القومي في تركيا.
المعادين للسوريين منشقين عن حزب الحركة القومية
اللافت أن الأسماء الشهيرة بمناهضتها للسوريين وعدائها لتواجدهم، مثل أكشنار وسنان أوغان وأوميت أوزداغ خرجوا جميعا من رحم الحركة القومية وانشقوا في عام واحد عنها، إذ يرى البعض أن تناول موضوع السوريين واللاجئين هو طريقة اتبعوها لتعويم أحزابهم مجددا.
يُعرف عن باهتشيلي حبه وتشجيعه لنادي بشكتاش “Beşiktaş” التركي الرياضي، ومؤخرا بعد الزلزال المدمر في كهرمان مرعش، أعلن الرجل عن التوقف عن دعمه وتشجيعه بسبب صيحات الجماهير التي طالبت باستقالة الحكومة، وعندها هاجم باهتشيلي النادي وإدارته.
كما يشتهر باهتشيلي بحبه لشراء السيارات الكلاسيكية القديمة حيث توفر ثروته الطائلة مزاولة الهواية.
إعداد: ياسين صعب
تحرير وتدقيق لغوي: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.