لقاء بعيد عن عدسات الإعلام بين أردوغان والشرع في أنطاليا!

في خطوة تبرز عمق العلاقات بين أردوغان والشرع، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة، بنظيره السوري أحمد الشرع، في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، على هامش فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025“، الذي يُعقد خلال الفترة من 11 حتى 13 أبريل/نيسان 2025 بمشاركة رفيعة من قادة الدول وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.

أردوغان والشرع يجتمعان بعيداً عن عدسات الكاميرات في أنطاليا

ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، جرى اللقاء بين الزعيمين أردوغان والشرع بعيدًا عن عدسات الإعلام، ما يعكس الطابع الحساس والاستراتيجي للمباحثات.

وأفاد بيان رسمي صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن الطرفين تناولا العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، إلى جانب ملفات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وخلال الاجتماع، أكد الرئيس أردوغان أن بلاده ترحب بتطور الأوضاع في سوريا بشكل يحول دون عودة الفوضى والانقسام، مشددًا على ضرورة تعزيز جهود الاستقرار في المنطقة.

وفي إشارة غير مباشرة إلى الكيان الصهيوني والأطراف الأخرى المتربصة بسوريا داخلياً وخارجياً، أكد الرئيس أردوغان خلال اللقاء أن تركيا ترحب بعدم منح الفرصة لأولئك الذين يسعون لإعادة الفوضى إلى سوريا.
كما عبّر عن تفاؤله بأن السنوات المقبلة قد تحمل معها بشائر السلام والازدهار للشعب السوري.

وفي سياق متصل، أبدى أردوغان استعداد تركيا لمواصلة دعمها الدبلوماسي من أجل رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، معتبرًا أن تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين هو خطوة ضرورية لاستعادة الروابط القديمة وبناء مستقبل مشترك.

ولم يغفل اللقاء بحث إمكانيات توسيع مجالات التعاون في قطاعات متعددة مثل الطاقة، والنقل، والتبادل التجاري، إلى جانب التركيز على أهمية التنسيق الأمني المشترك لضمان استقرار الحدود ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

ويأتي هذا اللقاء في إطار مساعٍ تركية واضحة لإعادة تموضعها في خارطة الشرق الأوسط، من خلال تعزيز الحوار مع دول الجوار ومعالجة الملفات العالقة بالطرق الدبلوماسية. كما أن هذه الخطوة تعكس تحوّلاً تدريجيًا في السياسة التركية تجاه سوريا بعد سنوات من حكم نظام الطاغية بشار الأسد، لا سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية لسوريا والاعتداءات المستمرة من جيش الاحتلال.

يُشار إلى أن منتدى أنطاليا الدبلوماسي أصبح منصة بارزة للحوار السياسي والدبلوماسي، حيث يستضيف هذا العام رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، تحت رعاية الرئيس أردوغان وتنظيم وزارة الخارجية التركية، في مركز المؤتمرات بمنطقة “بيليك” في أنطاليا.

وتعد هذه هي الزيارة الرسمية الثانية للرئيس السوري أحمد الشرع لتركيا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتسلمه للسلطة في البلاد.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.