في ظل بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي بقي على موعدها المعلن في 14 مايو/أيار 2023، أقل من 3 أشهر، تتجه أنظار المقيمين العرب وبخاصة اللاجئين السوريين في تركيا إلى موقف الأحزاب الستة المعارضة من وجودهم .
وفي هذا السياق أعد لكم فريق كوزال نت، تقريرا يرصد المواقف المعلنة لتحالف الطاولة السداسية من وجود اللاجئين السوريين في تركيا والذي يشمل الأحزاب الستة المعارضة للحزب الحاكم الحالي حزب العدالة والتنمية، وهي حزب الشعب الجمهوري والحزب الديمقراطي والحزب الجيد وحزب المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم وحزب السعادة.
موقف حزب الشعب الجمهوري العلماني “CHP” من السوريين في تركيا
يعتبر حزب الشعب الجمهوري المكون الأكبر لأحزاب المعارضة الستة، وقد توعد زعيمه كمال كيليتشدار أوغلو بإرسال السوريين في تركيا إلى بلادهم بعد عامين من تسلمه للسلطة حال فوزهم في الانتخابات.
وأشار كيليتشدار أوغلو إلى أنه سيقوم بالتفاوض مع أوروبا حول اتفاقية أوروبا وتركيا التي تنص على إرسال السوريين إلى تركيا في حال تم القبض عليهم على حدود الاتحاد الأوروبي مقابل مبالغ مالية يلتزم بها الاتحاد كمساعدات.
وكانت تركيا سابقا لا تستقبل أي لاجئ يخرج من حدودها، فيما يتم حاليا استقباله في حال تمت إعادتهم وفق شروط معينة.
ووفقاً للاتفاقية، يمكن إعادة توطين لاجئ سوري واحد في مناطق الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري يُعَاد إلى تركيا من الجزر اليونانية.
وتتولى تركيا أيضاً مسؤولية السيطرة على الطرق البرية والبحرية الجديدة وحراستها؛ من أجل إبقاء المهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى أوروبا بعيداً عن أراضيها.
موقف الحزب الجيد “İYİ PARTİSİ” من السوريين
يعتبر ثاني أكبر أحزاب تحالف المعارضة، وقد انسحب مؤخرا من تحالف الطاولة السداسية بسبب رفضه لترشيح كمال كيليتشدار أوغلو، كمرشح للرئاسة عن التحالف.
ويعتبر حزب الجيد القومي من أكبر الأحزاب معارضة للوجود السوري على الطاولة السداسية، وكان يحذر من تغير التركيبة السكانية في تركيا بسبب اللاجئين.
وقد دعت زعيمة الحزب ميرال أكشنار مؤخرا إلى طرح خطة فورية لترحيل اللاجئين، وعارضت تجنيسهم، كما دعت إلى المصالحة مع بشار الأسد لإرسالهم إلى بلادهم.
أكشنار أسست حزبها مع السياسي الشهير بمعارضته للسوريين أوميت أوزداغ، لكنه انسحب لاحقا من الحزب وأسس حزب النصر.
موقف حزب المستقبل “Gelecek Partisi” من السوريين في تركيا
يترأسه أحمد داوود أوغلو الذي كان رئيس الوزراء التركي حتى عام 2016، وقبل أن يعلن عن انسحابه من حزب العدالة والتنمية الحاكم وتشكيله لحزب المستقبل المعارض لاحقا.
الحزب يرفض رفضا قاطعا حملات الكراهية ضد الوجود السوري في البلاد، ويرفض تحميلهم أسباب الأزمة الاقتصادية والمعيشية في تركيا، وأكد أنه لا يحق لأي جهة إرسالهم إلى بلادهم إلا أذا توفرت الظروف الآمنة لسلامتهم.
موقف حزب الديمقراطية والتقدم أو الديفا ” Demokrasi ve Atılım Partisi” من السوريين في تركيا
يترأسه علي باباجان الذين كان وزيرا للخارجية وللاقتصاد في الحكومة التركية حتى عام 2015.
وقال باباجان أن الكثير من السوريين اعتمدوا على أنفسهم بالعمل وقاموا بتجارات رابحة أغنتهم عن المساعدات، كما إن هناك منحاً من الاتحاد الأوروبي مقدمة لهم إلى جانب بعض المساعدات الاجتماعية التي تقدمها تركيا ولا تشكل عبئاً عليها.
اللافت أن باباجان طلب من كيليتشدار أوغلو ألا يخدع أحدا، مؤكداً على أنه لن يكون من الممكن إرسال اللاجئين السوريين وأن القانون الدولي لن يسمح بذلك، إلا إذا توفرت الظروف الكاملة والآمنة بذلك.
موقف حزب السعادة “SAADET PARTİSİ” من السوريين في تركيا
يعتبر الحزب الأكثر غرابة في موقفه كمعارض بين الأحزاب الستة، وذلك لأنه يصنف من الأحزاب الدينية المحافظة،وقد أسسه الزعيم التركي القدير نجم الدين أربكان!
وقد انبثق الحزب عن حزب الفضيلة مع حزب العدالة والتنمية، واتخذ اتجاها مغايرا لأردوغان.
أما بشأن السوريين في تركيا، فقد دعا الحزب إلى الجلوس مع الأسد وإرسالهم من تركيا إلى بلادهم.
وقال زعيمه تيميل كرم الله أوغلو في تصريح سابق” قلنا مرات عديدة أن الحوار مع بشار الأسد بحاجة إلى استئناف، وليس من السهل حل المشكلة، لكن على الأقل فإن الجلوس والتحدث مع الأسد يسرع عملية إرسال اللاجئين”.
موقف الحزب الديمقراطي ” Demokrat Parti” من السوريين في تركيا
يعتبر الحزب الأقل شهرة بين الأحزاب المعارضة الستة، ويتزعمه قولتكين أويسال.
مثل بقية الأحزاب الخمسة المكونة لتحالف المعارضة، يدعو لعودة اللاجئين لبلادهم، لكن يبدو أن الحزب يحمل موقفا أكثر عدائية نحو اللاجئين، إذ عارض سابقا عبارة ” العودة المشرفة والإنسانية” للسوريين خلال طرح نص البيان المشترك لسياسة تحالف المعارضة نحو اللاجئين.
إعداد: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.