تواصل السلطات في سوريا جهودها لإعادة تنظيم الشواطئ السورية بهدف جذب الزوار وتخفيف الأعباء عن السكان، مع المحافظة على نظافتها وطبيعتها.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، تشهد الشواطئ السورية اهتماماً متزايداً في الأشهر الأخيرة لا سيما مع حلول الصيف الأول بعد تحرير سوريا من الطاغية الأسد.
ومع تنوعها الكبير بين الشواطئ الرملية والصخرية، وتوفُّر المناظر الطبيعية الخضراء، تصبح التجربة البحرية أكثر تنوعاً وثراء.
كما أن المناخ المعتدل في معظم فصول السنة يعزز من إمكانيات السياحة البحرية خارج أشهر الصيف المعتادة، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، لا تزال الشواطئ السورية نظيفة وجميلة بشكل طبيعي، وتحظى بإقبال من العائلات والمصطافين.
خدمات جديدة ومواقع مجانية تعزز من حضور الشواطئ السورية
وفي هذا السياق، كان مجلس مدينة اللاذقية قد أعلن عن تخصيص مواقع للسباحة المجانية على الشواطئ والمسابح، منها قطعتان على شاطئ شرق المنتجع، إضافة إلى مسبح أوغاريت والشاطئ خلف المدينة الرياضية، وذلك للتخفيف من الأعباء المادية.
وأكد رئيس الوحدات الإدارية في اللاذقية علي عاصي، أن البلدية تعمل على إعادة تأهيل حديقة الحرش، من خلال تجهيزها بالطاولات والكراسي وتزويدها بالإنارة، لتكون متاحة مجاناً للزوار، بهدف توفير أماكن مفتوحة وآمنة للسباحة دون تكلفة، خصوصاً بعد شكاوى الأهالي من ارتفاع الرسوم على الشواطئ الخاضعة لإدارة المستثمرين.
إذ لا يزال شاطئ الرمل الجنوبي، الممتد حتى منطقة الشاليهات، الخيار المجاني الوحيد المتاح أمام السكان، لكنه يعاني من تدهور في مستوى الخدمات وانتشار الأوساخ، إلى جانب تصريف مياه الصرف الصحي إليه، مما يجعله غير ملائم للعائلات، كما أن شاطئي ابن هاني والمرديان هما شواطئ صخرية يصعب السباحة فيهما.
ووفقاً لما ذكره موقع تلفزيون سوريا، تبلغ تكلفة الدخول إلى منتجع الشاطئ الأزرق 75 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، مع إمكانية حجز طاولة مقابل 150 ألف ليرة سورية، وقد تصل الكلفة إلى 250 ألف ليرة سورية إذا طلب الزائر مشروبات وفواكه فقط.
أما منتجع روتانا، فقد ألغى خدمة الدخول اليومي وأصبح مخصصًا للنزلاء فقط، حيث تبدأ أسعار الأجنحة من مليون ليرة لليوم الواحد، وتختلف حسب عدد الغرف وموقعها.
وشهدت هذه المنتجعات انخفاضاً ملحوظًا في أعداد الزوار هذا الصيف، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها المخاوف المتعلقة بتقييد الحريات الشخصية إثر القرار الأخير بشأن لباس البحر، إضافة إلى القلق الأمني السائد على الساحل بعد أحداث آذار/مارس، وهو العامل الأكثر تأثيراً في هذا التراجع.
وبحسب ما أوردته صحيفة الوحدة السورية، أعلن الإعلامي السوري موسى العمر عن مبادرة لتأهيل شاطئ أوغاريت العائلي في اللاذقية وفق أعلى المعايير، مع تحديث البنية التحتية وتوفير ملاعب ومناطق مخصصة للعائلات، والحفاظ على مجانيته ليكون متنفساً آمناً.
كما تم الكشف عن إنشاء شاطئ شبابي في منطقة الكورنيش الجنوبي بمساحات عصرية وخدمات متكاملة.
ووفقاً لصحيفة الوحدة أيضاً، وقّعت وزارة السياحة السورية في طرطوس عقداً مع شركة “All season” لاستثمار وتشغيل منتجع جونادا السياحي المطل على البحر، حيث يضم المنتجع غُرفاً فندقية ومسابح داخلية وخارجية ومرافق ترفيهية وصحية.
وصرّح مدير سياحة طرطوس بسام عباس أن المنتجع يوفّر تجربة متكاملة تجمع بين الخدمات الفندقية ووسائل الراحة والاستجمام، ويساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة طرطوس كوجهة سياحية على الساحل السوري.
كما أعلن مدير سياحة اللاذقية فادي نظام أن المحافظة تستعد لإطلاق خطة سياحية جديدة تركز على السياحة البيئية والريفية، وتشمل مناطق مثل صلنفة وكسب ومحمية الشوح والأرز، إلى جانب مغامرات مثل الزيبلاين والتلفريك.
وأوضح نظام أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل، ورفع مكانة اللاذقية كوجهة سياحية رائدة، مما يعزز تكامل هذه المشاريع مع حضور الشواطئ السورية ضمن المشهد السياحي.
تعليمات جديدة لضبط السلوك والسلامة على الشاطئ
وفي ذات السياق، أصدرت وزارة السياحة قراراً ينظم إجراءات السلامة في الشواطئ والمسابح، ويشمل تعيين مشرفين، وضع إشارات واضحة، الالتزام بتعليمات المنقذين، مراقبة أعلام التحذير، ومراعاة النظافة والآداب العامة.
كما يشمل القرار التنبيه على تجنب السباحة في المناطق الخطرة أو عند الإرهاق، ومراقبة الأطفال، والسباحة مع مرافق، وعدم تعريض الجسم لأشعة الشمس لفترات طويلة، وتجنب الكائنات البحرية الضارة.
كما شدد القرار على أهمية توفير أدوات الإسعاف الأولي، ومنع إدخال الدراجات النارية أو القيام بتصرفات طائشة من شأنها إزعاج الزوار والإخلال بهدوء الشاطئ.
وتضمّن القرار بنداً خاصاً يتعلق بملابس السباحة في المسابح والشواطئ العامة، مشدداً على ضرورة ارتداء ملابس تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع، احتراماً للتنوع الثقافي والاجتماعي والديني في سوريا، وذلك في إطار الحفاظ على البيئة العائلية العامة التي تميز الشواطئ السورية.
وينص القرار على ارتداء ملابس سباحة أكثر احتشاماً في الشواطئ والمسابح العامة مثل البوركيني أو ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر، وعند التنقل بين الشاطئ وأماكن أخرى من الضروري ارتداء غطاء الشاطئ أو رداء فضفاض للسيدات، فوق ملابس السياحة.
أما بالنسبة للرجال، نص القرار على ارتداء قميص عند عدم السباحة في الماء، وعدم السماح بالظهور عاري الصدر في الأماكن العامة خارج مناطق السياحة مثل بهو الفندق وأماكن تقديم وتناول الطعام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.