سياسات إسرائيل في سوريا ودعم التقسيم ودفع المقاومة: قراءة في جذور الصراع وخيارات الرد
تحليل موسّع لسياسات إسرائيل في سوريا، من العدوان العسكري ودعم الانقسامات الطائفية، إلى الإجراءات التي تدفع نحو المقاومة كخيار استراتيجي.
سياسات إسرائيل في سوريا ودعم التقسيم ودفع المقاومة لم تعد مجرد عناوين سياسية عابرة، بل واقع يومي يتجسد في القصف المباشر للعاصمة دمشق، وتدمير الترسانة السورية، ودعم مشاريع الانقسام الطائفي والمناطقي. هذه السياسات لا تغلق فقط أبواب الحلول السياسية، بل تدفع شعوب المنطقة نحو خيار المقاومة باعتباره الرد الطبيعي على الاحتلال والعدوان.
في جنوب سوريا، ورغم التطمينات السورية الكاملة بعدم التصعيد، اختارت إسرائيل أن ترد بلغة النار. قصفت دمشق، دمّرت ما تبقى من القوة العسكرية السورية، ودعمت محاولات الانفصال في السويداء. هذه التحركات تتماشى مع استراتيجية قديمة لتل أبيب تقوم على اللعب على التناقضات الداخلية لتفكيك الدول وخلق واقع تقسيمي يخدم مشروعها.
“تقرير الأمم المتحدة يؤكد أن الجولان السوري لازال تحت الاحتلال منذ عام 1967، وأن قرار مجلس الأمن رقم 497 يعتبر فرض القانون الإسرائيلي هناك “باطلًا ولا أثر قانوني له”ويكيبيدياdocs.un.org. كذلك، يرى مركز الجزيرة للدراسات في تحليلاته أن التدخلات الإسرائيلية في سوريا، مثل تلك التي شهدتها السويداء، ليست عشوائية أو ظرفية، بل تمثل استمرارًا لاستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى إضعاف الدولة المركزية وتثبيت الانقسام الطائفي والمناطقي، من أجل تعزيز الهيمنة الإسرائيلية الإقليمية”
إسرائيل تدرك أن التعامل مع كيانات صغيرة متناحرة أيسر من مواجهة دولة موحدة. لذلك، فإن تغذية النزاعات الطائفية والمناطقية ليست تكتيكًا مرحليًا، بل سياسة طويلة الأمد. في الحالة السورية، الاستثمار في ملف السويداء نموذج واضح لهذه السياسة
يشكّل السنّة في سوريا الغالبية السكانية بنسبة تقارب 70%، وهذا العدد لا يقل عن 20 مليون شخص وهم موزعون على معظم الجغرافيا السورية. لم يدخل هذا المكوّن بعد في مواجهة مسلحة واسعة مباشرة مع إسرائيل التي واجهت صعوبة في التعامل مع رقع جغرافية أصغر كغزة لكنها اتخذت خيار المقاومة بعد فشل الحلول كافة،لذا استمرار سياسات العدوان والتقسيم قد يدفع المكون السني للمواجهة. في حال انخراطه في صراع مباشر، ستتحول سوريا إلى مسرح مواجهة ممتد يصعب على إسرائيل السيطرة عليه، ما يجعلها الخاسر الأكبر في المدى البعيد.
إن سياسات إسرائيل في سوريا ودعم التقسيم تمثل وصفة متكاملة لخلق بيئة صراع دائم. هي سياسات قد تمنح تل أبيب مكاسب مؤقتة على الأرض، لكنها في الوقت ذاته تزرع بذور مقاومة أوسع وأعمق، قد تمتد من غزة ولبنان إلى عمق الجولان وما وراءه، لتعيد الصراع إلى نقطة الصفر ولكن على نطاق أكبر وأكثر تكلفة لإسرائيل نفسها.
الصحفي ياسين أبو رائد لـ كوزال نت
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.