أكثر من 40 ألف قتيل و6 آلاف هزة ارتدادية بعد زلزال تركيا

تجاوز عدد القتلى جراء زلزال تركيا حاجز الأربعين ألفًا جراء الزلزال المدمر، وتشير التقديرات إلى أن العدد مرشح للارتفاع مع بقاء العديد من المفقودين.

ووفقا لمتابعة كوزال نت، يواصل المنقذون جهودهم للبحث عن ناجين تحت الأنقاض في أعقاب هذه الكارثة الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث، التي دمرت نحو 264 ألف شقة.
ووفقاً لرئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) يونس سيزر، فإن عدد القتلى في زلزال كهرمان مرعش ارتفع إلى 40 ألفا و462 شخصًا.

صورة توضح حجم الدمار من إحدى المناطق المتضررة بفعل زلزال تركيا وسوريا

وعلى الرغم من انتهاء عمليات البحث والإنقاذ في معظم المحافظات، فإن هناك العديد من الأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين. وتشير التوقعات إلى أن السلطات قد تقرر وقف عمليات البحث عن الناجين. ومع ذلك، أكدت الرئاسة التركية أن العمل ما زال مستمرًا في المناطق المتضررة، بينما يواصل المسعفون جهودهم الحثيثة لإنقاذ الناجين والمساعدة في علاج المصابين.


وتواجه تركيا أضرارًا واسعة النطاق، ويعتقد الكثيرون أنها تواجه واحدة من أكبر الكوارث في تاريخها. فقد تسبب الزلزال والهزات الارتدادية – التي وصل عددها إلى الآلاف – في دمار مدن المحافظات الـ 11 المنكوبة.

الهزات الارتدادية مستمرة في تركيا

وقد أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا عن تسجيل هزتين أرضيتين بقوة 4.3 و4.5 درجات على مقياس ريختر في كهرمان مرعش وغازي عنتاب، كما تم تسجيل زلزال بشدة 5.1 درجات في الساعات الأخيرة من مساء السبت الماضي.

وكانت أكثر من 6 آلاف هزة ارتدادية قد ضربت جنوب تركيا بعد الزلزال الذي وقع في السادس من فبراير/شباط الجاري، وأسفر عن انهيار آلاف المباني وتضرر البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة.

جانب من جوانب البنايات التي تأثرت بكارثة زلزال تركيا وسوريا

وناشد رئيس آفاد السكان بالابتعاد عن المباني المتضررة خوفًا من انهيارها، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده. كما حولت البحرية التركية سفينة إنزال عسكرية إلى مستشفى ميداني في ميناء إسكندرون لدعم الكوادر الطبية في ولاية هاتاي، حيث تشهد المستشفيات في جنوب تركيا ضغطًا شديدًا.

فيما واصلت فرق الإنقاذ المحلية البحث في حطام المباني المدمرة على أمل العثور على مزيد من الناجين، على الرغم من مخاوفهم من احتمال انتشار عدوى في المنطقة التي تضررت فيها البنية التحتية للصرف الصحي. وأشار الخبراء إلى أن معظم عمليات الإنقاذ تحدث عادة في غضون 24 ساعة بعد الزلزال.

وأكد وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أن الأعداد المتزايدة لحالات المرض المرتبطة بالمعدة والجهاز التنفسي العلوي لا تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة، مؤكدًا أنه تم اتخاذ إجراءات لمراقبة الأمراض المعدية.

عمليات إنقاذ بعد أكثر من 12 يوما على الكارثة في تركيا

وبعد مضي نحو 300 ساعة على وقوع زلزال بقوة 7.8 درجة في السادس من فبراير/شباط، تتضاءل فرص العثور على ناجين يومًا بعد يوم، إلا أن المنقذين لا يزالون يجتهدون في العثور على أي شخص حي تحت الأنقاض.

وفي ذلك السياق، حاول عمال انقاذ من قرغيزستان إنقاذ أسرة سورية مؤلفة من 5 أفراد من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكية جنوبي تركيا، وتمكنوا من انتشال ثلاثة أشخاص أحياء بينهم طفل. وأكد فريق الإنقاذ أن الأم والأب تمكنا من النجاة، في حين توفي الطفل لاحقًا بسبب الجفاف، ولم تنج شقيقته الكبرى ولا توأمه.

وفي مدينة أنطاكية التاريخية، تم إنقاذ الفتى عثمان حلبية البالغ من العمر 14 عامًا والشاب مصطفى أفجي البالغ من العمر 34 عامًا، وأثناء نقل أفجي من موقع العثور عليه، تم ترتيب اتصال فيديو مع عائلته ليشاهد طفله حديث الولادة.

وفي إقليم هاتاي جنوب تركيا، تم إنقاذ رجل يدعى هاكان ياسين أوغلو في الأربعينيات من عمره بعد 278 ساعة من وقوع الزلزال. وقد صرح والد أحد الناجين بالتالي: “كنت قد فقدت الأمل تمامًا، إنها معجزة حقيقية. لقد أعادوا لي ابني. رأيت الركام وفكرت أنه لا يمكن انتشال أي شخص حي من هناك. كنا مستعدين للأسوأ”.

حملات لمد يد العون للمتضررين

بدوره، أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، عن إطلاق حملة تهدف إلى توفير المساكن للمتضررين من كارثة الزلزال في تركيا، حيث سيتمكن أصحاب المنازل الإضافية من تخصيصها مجانًا أو تأجيرها بأسعار مناسبة للمتضررين.

ويمكن للأشخاص الراغبين في المساهمة في الحملة من أصحاب المنازل التقدم بطلب عبر موقع الكتروني خاص، حيث ستقوم الدولة بتأمين المنازل وتضمن إخلاءها بعد انتهاء الفترة المحددة وتسليمها إلى صاحبها، كما سيتم توفير التأمين للمنازل لإصلاح أي أضرار تلحق بها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لفاعلي الخير أن يساعدوا الأسر المتضررة من الزلزال على دفع الإيجار عبر هذه المنصة.

وناشدت الأمم المتحدة التبرع بأكثر من مليار دولار للإغاثة في تركيا، وطلبت توفير 400 مليون دولار للسوريين.

التعليقات مغلقة.