إيران وإسرائيل وجهاً لوجه لأول مرة، فماذا سيحدث بعد ذلك؟

بعد أن شكل الرد الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة السبت 13 أبريل/نيسان 2024 تغيراً دراماتيكيا في المواجهة، إذ وقعت مواجهة لأول مرة بين إيران وإسرائيل وجهاً لوجه، ولذلك يعتقد الخبراء أن إيران أرسلت إشارة بأنها مستعدة لزيادة التوتر وتغيير القواعد في الحرب السرية مع إسرائيل.

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت عن “euronews“الإخباري، فإن الهجوم الجوي الذي شنته إيران على الكيان الصهيوني ليلة الأحد الماضي يشير إلى تغيير في نهج إيران الذي لم يواجه إسرائيل مباشرة من قبل، حيث وضع الهجوم إيران وإسرائيل وجهاً لوجه مباشرة لأول مرة في التاريخ.

ويترقب العالم رد الكيان الصهيوني على الهجوم، حيث تبحث الولايات المتحدة عن تدابير دبلوماسية لتخفيف التوتر في المنطقة، لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت قوات الجيش الصهيوني ستقوم بعمل عسكري جديد.

إيران وإسرائيل وجهاً لوجه لأول مرة في التاريخ

وأعلنت إيران أن الهجوم على الكيان الصهيوني بأكثر من 300 صاروخ كروز وطائرة مسيرة كان ردًا على قصف القنصلية السورية في بداية أبريل/نيسان 2024.

وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية ومسؤولين في وزارة دفاع الاحتلال الصهيوني أن معظم الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران قد جرى اعتراضها بواسطة نظام الدفاع الصاروخي.

وأفادت التقارير أن الهجوم تسبب في تلفيات في البنية التحتية في قاعدة نيفعيم العسكرية الصهيونية، لكن القاعدة لا تزال تعمل بشكل طبيعي.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن العملية انتهت بنجاح.

وفي رأيها حول دخول إيران وإسرائيل وجهاً لوجه في مواجهة مباشرة لأول مرة، تعتقد نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد السلام الأمريكي، منى يعقوبيان، أن إيران نجحت في إيجاد توازن بين الرد على الهجوم في سوريا وعدم دفع الكيان الصهيوني على عمل عسكري جديد.

وفقًا ليعقوبيان، “يمكن لكل من الدولتين أن تعلن النصر في هذه المرحلة، ويمكن أن تهدأ مياه الحرب بشكل خاص إذا لم يُقتل المدنيون الصهاينة”.

 

انقسام الحكومة في الكيان الصهيوني حول تصعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل وجهاً لوجه

من ناحية أخرى، لا يزال العالم ينتظر نتيجة اجتماع مجلس الحرب الذي عقدته سلطات الاحتلال الصهيوني يوم الأحد. بينما يضغط المتطرفون في المجلس للرد على إيران، يقترح آخرون أهمية تعزيز العلاقات المتنامية مع شركاء الكيان الصهيوني العرب.

وقد تحدث وزير الدفاع الصهيوني، بيني غانتس، الذي هو عضو في مجلس الحرب، قائلاً: “سنشكل تحالفًا إقليميًا وسنضع الثمن على إيران بالطريقة والزمان المناسبين لنا.”

ويعتقد الخبراء أن إيران تبعث برسالة مفادها أنها مستعدة لتصعيد التوترات وتغيير القواعد في حرب الظل التي تخوضها مع الكيان الصهيوني.

ماغنوس رانستورب، مستشار استراتيجي في جامعة الدفاع السويدية، وصف الهجوم قائلاً: “إنه تحذير من أنه إذا انتهك الكيان الصهيوني القواعد، فستكون لها عواقب.”

وقد زادت التطورات المخاوف من أن حرب الإبادة الجماعية على غزة قد تؤدي إلى حرب إقليمية.

وتؤكد إيران أنها لا تريد حربًا شاملة في المنطقة، إذ قال وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، إن إيران ليست “مهتمة بعمليات الدفاع” مالم تتعرض لهجوم.

وزعمت إيران أن الهجوم الجوي استهدف مرافق صهيونية شاركت في الهجوم على دمشق، وليس المدنيين أو المناطق الاقتصادية.

 

واشنطن لا تريد حربا إقليمية

وبحسب يعقوبيان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لها دور حاسم في منع تصاعد التوتر.

إيلداد شافيت، الذي يدير برنامج البحث الصهيوني- الأمريكي في معهد الدراسات الأمنية الوطني الصهيوني، يرىإن تورط إسرائيل في مزيد من العمل العسكري لا يبدو أنه يحظى بشعبية بين حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

فعلى سبيل المثال، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يريد تصعيد النزاعات الإقليمية أو “حربًا أوسع” مع إيران، وأنه “يعمل بنفسه على الجانب الدبلوماسي” لهذا الأمر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما بدأت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، برزت الجماعات المدعومة من إيران إلى الواجهة، لكن إيران لم تتخذ أي إجراء مباشر.

في لبنان، أطلق حزب الله صواريخ على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما هاجم الحوثيون في اليمن سفنًا غربية في البحر الأحمر.

وقامت مها يحيى، المديرة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، بتقدير أن طهران “مستعدة الآن لرفع سقف التصعيد” دون الاعتماد على وكلائها.

 

وقالت يحيى: “لقد أعطوا ما يكفي من التحذير بأن هذا سيحدث، وأعتقد أنهم كانوا يعلمون أنه سيتم إسقاط (الطائرات بدون طيار والصواريخ) قبل وصولها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة “الكيان الصهيوني””.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.