اللاجئون السوريون في الأردن يبدون تخوفهم بسبب تقليص مساعدات الأمم المتحدة

اعتبر اللاجئون السوريون في الأردن قرار الأمم المتحدة بتقليص المساعدات وسيلة ضغط لجعلهم يعودون إلى بلادهم، بينما أكد وزير الخارجية الأردني أن توفير شروط عودة السوريين إلى بلادهم هو أمر ذو الأولوية.

ووفقاً لمتابعة فريق كوزال نت، تعتبر الأردن، واحدة من أكثر الدول التي تأثرت بالأزمة السورية، إذ تستضيف أكثر من مليون لاجئ.

وقد أعلن مسؤولون أردنيون في شهر/تموز يوليو 2023 أنه ” الأردن لا يمكنه حمل هذا العبء بمفرده بعد الآن”.

وفي حينه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة له على وسائل التواصل الاجتماعي أن “توفير حياة كريمة للاجئين هو مسؤولية عالمية، مشددا على ضرورة عمل الأمم المتحدة على توفير العودة الطوعية وتقديم الدعم الكافي للمؤسسات حتى ذلك الحين.

صورة جوية لمخيم الزعتري

وبعد تصريحات الصفدي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان نشر في 19 يوليو/تموز 2023، أنه سيقلل المساعدات الشهرية التي يقدمها لأكثر من 100 ألف لاجئ سوري مقيم في الأردن بدءًا من 1 أغسطس/آب بسبب نقص التمويل، لكنه لم يعلن عن قطع تام للمساعدات.

وزير الخارجية الأردني أكد في تصريح آخر أن توفير شروط عودة السوريين إلى بلادهم هو “أولوية” لحكومة عمان، فين حين أن تقليل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة دعمه المهم للاجئين السوريين في الأردن اعتبارًا من 1 أغسطس/آب 2023 يثير قلق اللاجئين.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي

وأفاد اللاجئون السوريون في الأردن خلال حديثهم إلى وكالة الأنباء التركية الأناضول، بأن قرار المؤسسات الأممية بقطع المساعدات يهدف إلى إجبارهم على العودة إلى بلادهم.

ويشير السوريون إلى أنهم تعرضوا لتهديد ثنائي الاتجاه بين “الجوع أو العودة إلى بلادهم” بعد قرار قطع المساعدات.

اللاجئون السوريون في الأردن: “بقينا بلا مساعدة” 

مدينة رمسي في إقليم إربد التابع للأردن والتي تقع على الحدود السورية في شمال الأردن تعتبر واحدة من المناطق التي تعيش فيها أكبر تجمعات اللاجئين السوريين بسبب موقعها الجغرافي.

منير الخطيب، البالغ من العمر 60 عامًا والذي وصل إلى الأردن قبل 11 عامًا قادمًا من سوريا، تحدث عن كيفية استقبالهم للمساعدات من مجلس الجيش السوري في السابق، وكيف بدأوا في العيش في مخيم الزعتري للاجئين بعد توقف المساعدات.

وأشار إلى أنهم اضطروا بعد ذلك لمغادرة المخيم، موضحاً أن اللاجئين كانوا يعتمدون على قسائم المساعدة التي كانت تأتيهم من برنامج الأغذية العالمي، والآن باتوا بلا مساعدة.

وأضاف قائلاً: “أدرك أن تعليق المساعدات مرتبط بفكرة إجبارنا على العودة. بعض الأشخاص عادوا إلى سوريا لأن لديهم قضايا بسيطة لا تعنيهم. ولكن الذين كانوا جزءًا من الجيش (المعارض)، فلن يعودوا أبدًا، لأن مصيرهم معروف.”

اللاجئون السوريون في الأردن يطالبون المجتمع الدولي بعدم التخلي عنهم

وأكد الخطيب أنه من غير الممكن له العيش بدون مساعدات، مُردفاً “على سبيل المثال، أنا مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية. أنا أنفق من المساعدات المالية التي تأتي من الخيرين على تكاليف العلاج.”

وطالب الخطيب المجتمع الدولي بـ “عدم ترك السوريين”، مؤكداً على أن الأردن قام بأقصى ما في وسعه فيما يتعلق بالسوريين في الماضي، لكنهم الآن لا يعرفون مصيرهم.

اللاجئون السوريون في الأردن:”إذا كان هناك فرصة للعودة، فإننا سنعود دون أي ضغط علينا”

أما السيد حكمت الزابي، البالغ من العمر 64 عامًا والذي كان معلمًا في سوريا، فأشار إلى أنهم يعانون من صعوبات فيما يتعلق بـ المأوى والطعام.

وقال الزابي: “يجب ألا ننسى اللاجئين السوريين الذين اضطروا للهجرة والذين لا يمكنهم العودة والذين لا يمكنهم العيش في الظروف الحالية.”

وعندما تحدث عن عودته إلى سوريا، قال الزابي: “سوريا غير مستقرة، والوضع الاقتصادي صعب هناك. إذا كان هناك فرصة للعودة، فإننا سنعود دون أي ضغط علينا.”

وأعرب الزابي عن قلقه الآخر بشأن العودة، قائلاً: “أبناؤنا في سن الخدمة العسكرية الآن، وهذا يعني أنهم قد يذهبون إلى الموت بأقدامهم.”

وناشد الزابي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، قائلاً: “يجب أن تعتنوا بالسوريين حتى يعودوا.”

“اللاجئون السوريون في الأردن ليس لديهم أحد”

بدورها، لم تتمكن السيدة هاجر هند محمود، البالغة من العمر 80 عامًا، من كبح دموعها عندما تذكرت التحديات التي واجهتها هي وعائلتها عندما هاجروا من بلادهم إلى الأردن. 

وقالت محمود: “زوجي اُعدم  في درعا (جنوب سوريا) برفقة العديد من الشبان الذين تركوا أراملًا في ربيع شبابهم، وأعيش الآن مع ابنتي الشابة الأرملة.”

وأضافت: “لقد عشنا هنا في هذا المكان الذي هاجرنا إليه لمدة 11 عامًا. كنا نحصل على قسائم مساعدات كل شهر، ولكن الآن لم نعد نحصل على أي شيء.”

وختمت محمود بقولها: “الله يجعلهم يتذكرونا. بالله عليكم، ليس لدى السوريين أحد.”

ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، اضطر الآلاف من السوريين إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن مكان آمن، ويحاولون العيش في ظروف صعبة في مخيم الزعتري في الأردن. 

ويعرف أن نصف السوريين الذين يبلغ عددهم حوالي 1.3 مليون في البلاد دخلوا إلى الأردن قبل عام 2011 بسبب الزيجات والتجارة والروابط العائلية.

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.