المملكة العربية السعودية تقدم أوراق اعتماد أول سفيرٍ لها في فلسطين!

أعلنت مصادر فلسطينية أنه تم تسليم خطاب الثقة والاعتماد لنايف بن بندر السديري إلى السلطات الفلسطينية، وهو أول سفير تعينه المملكة العربية السعودية في فلسطين.

ووفقاً لمتابعة فريق كوزال نت، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا“، أن السفير السعودي الأول في فلسطين نايف بن بندر السديري سلم خطاب الثقة إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي في سفارة فلسطين في العاصمة الأردنية عمان.

أول سفير في تاريخ العلاقة بين فلسطين والمملكة العربية السعودية

وأفيد بأن السفير السديري، الذي هو أول سفير يُعيّن من المملكة العربية السعودية إلى فلسطين، وسيشغل منصب سفيرٍ فوق العادة بالتفويض الكامل وقنصل عام غير مقيم في القدس.

وفي كلمته أثناء استلام  أوراق الاعتماد وخطاب الثقة، أكد مجدي الخالدي أن هذه الخطوة الهامة ستسهم في تعزيز الروابط بين الشعبين والبلدين الشقيقين.

وأشارت وفا إلى أنه سيتم تسليم خطاب الثقة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكان نايف بن بندر السديري قد شغل سابقًا منصب سفير بلاده في عمان.

ترحيب فلسطيني رفيع المستوى

وقد رحبت أوساط رسمية فلسطينية أمس الأحد، بقرار المملكة العربية السعودية بتعيين أول سفير للسعودية غير مقيم، قنصلا عاما في القدس، واعتبرت أن القرار استمرار للموقف السعودي الداعم للقضية الفلسطينية.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أول من رحب بالقرار السعودي، وأفادت إن توقيته “يعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة بالقضية الفلسطينية باعتبارها إحدى الأسس التي تعتمد عليها سياسة المملكة الخارجية عربياً وإسلامياً ودولياً.

من جانبه، أكد سفير فلسطين لدى السعودية بسام الآغا، على أن فلسطين في صلب السياسة السعودية الداخلية والخارجية.

وشدد الآغا على أن القرار بمثابتة رد قوي وحاسم بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، لا كما أعلن الرئيس الأمريكي السابق (في 2017) دونالد ترامب بأن القدس عاصمة دولة الاحتلال.

ورأى الآغا في القرار السعودي “ترسيخا للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الشعب الفلسطيني”.

 بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني- واصل أبو يوسف إن القرار السعودي “يشكل دعما لحقوق الشعب الفلسطيني في سبيل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.

هل قرار المملكة العربية السعودية مقدمة للتطبيع مع دولة الإحتلال؟

قرار السعودية بتعيين سفير لها داخل الأراضي الفلسطينية، يأتي في خضم حديث متزايد عن جهود لتحقيق التطبيع بين كيان دولة الإحتلال والمملكة.

لكن خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط عام 2022، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها “لجميع الخطوط الجوية”ما مهد الطريق لطيران دولة الاحتلال لاستخدام المجال الجوي السعودي.

ونفت المملكة في حينها أن تكون الخطوة مقدمة لتطبيع العلاقات مع دولة الإحتلال. 

وقالت الرياض مرارا إنها ستتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل في عدم إقامة علاقات رسمية مع كيان الاحتلال حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين وفق المبادرة العربية عام 2002.

لكن في الأشهر الأخيرة، أجرت الولايات المتحدة والمملكة محادثات حول الشروط السعودية لإحراز تقدم نحو التطبيع، من بينها ضمانات أمنية ومساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني بقدرة تخصيب لليورانيوم، وفق مسؤولين مطلعين على فحوى الاجتماعات.

وزير خارجية دولة الاحتلال يعلق على القرار السعودي

وزير خارجية دولة الاحتلال إيلي كوهين، تعهد في مقابلة مع إذاعة تتبع صحيفة “معاريف” العبرية،صباح أمس الأحد، بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون تابعة للسلطة الفلسطينية.

وقال كوهين: “لم ينسقوا (السعوديون) معنا ولا يحتاجون إلى التنسيق معنا، لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية للفلسطينيين بشكل فعلي من نوع أو آخر بالقدس”.

واعتبر أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون هي “بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع” بين الرياض وتل أبيب، مضيفا “لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا”.

ولم تصدر السعودية تعقيبا رسميا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حتى الآن.

ولأول مرة في تاريخها عينت السعودية سفيرا لها لدى دولة فلسطين، علما أنه كان للمملكة قنصلية عامة في القدس، لكنها أغلقت مع احتلال دولة الاحتلال للمدينة عام 1967 حيث كانت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة المملكة الأردنية الهاشمية في ذلك الوقت.

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.