صراع البقاء في غزة: أين العرب والمسلمون؟ “لقد تركتم الشعب الفلسطيني يعاني”!

في صرخات اعتاد الفلسطينيون على إطلاقها دون مجيب من أشقائهم العرب والمسلمين منذ أكثر من 75 عاماً على احتلال فلسطين -الأرض المقدسة-، صرخت إمرأة فلسطينية غزية ” أين جميع العرب والمسلمون؟ أين المدافعون عن حقوق الإنسان؟ لقد تركتم الفلسطينيين يعانون، يواجهون الجوع، ويواجهون الدمار وصراع البقاء في غزة”.

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت عن BBC البريطانية المعروفة بانحيازها للكيان الصهيوني، نددت امرأة فلسطينية في منتصف العمر، وهي تنتظر في صف لملء اسطوانة غزة في غزة، بالعالم.

وبحسب الموقع، كانت المرأة تصرخ بغضب “يمكن رؤية اليأس والغضب على وجهها”.

صراع البقاء في غزة في ظل الحرب والحصار

تصف المرأة الفلسطينية الغزية معاناتها الصعبة لتأمين قوت أبنائها “لقد انتظرت حتى الصباح لملء اسطوانة  غاز طهي واحدة، حتى أني أديت صلاة الفجر أثناء الانتظار في طابور الانتظار”!

وتروي المرأة الغزية الغاضبة، أنها اضطرت إلى ترك منزلها في بلدة بيت حانون على بعد اثنين كيلومتر من الحدود مع حدود الكيان الصهيوني، أقصى شمال شرق قطاع غزة.

مئات الفلسطينيين ينتظرون في طابور للحصول على غاز الطهي في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة

 

وتضيف “لا أستطيع أن أصف لكم مدى الدمار. لقد اختفت مئات العائلات من السجلات المدنية. لقد فارقوا الحياة تحت أنقاض منازلهم. فقد تم تدمير غزة تمامًا. أرجوكم، كونوا رحماء بنا.”

وأوضحت المرأة أنها الآن تعيش هي وعائلتها في إحدى مدارس الأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة.

وبعد الهجوم البطولي الذي نفذته كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حين قتل فيه حوالى 1200 شخص صهيوني في مستوطنات غلاف قطاع غزة وأُسر أكثر من 200 آخرين، شن جيش الاحتلال الصهيوني هجمات جوية وبرية كثيفة على غزة، وركزت على استهداف المدنيين بعد فشلها أمام المقاومة الفلسطينية.

ووفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية  في قطاع غزة، فقد استشهد ما لا يقل عن 14 ألفاً و800 فلسطيني حتى الآن، فيما تشير إحصائيات المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن عدد الشهداء يفوق الـ20 ألف شهيداً.

 

معاناة المواطنين الفلسطينيين في صراع الصمود والبقاء في غزة

 

ووفقاً لأحدث إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني لعام 2022، يعيش في قطاع غزة حوالي 2.4 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن 1.8 مليون شخص تركوا منازلهم بعد التهديدات الصهيونية وقصف المنازل على رؤوس المدنيين الأبرياء ودعوات الجيش الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين للتوجه  إلى جنوب قطاع غزة.

وكتبعات لهذا الواقع المؤلم وفي ظل قطع كل سبل الحياة عن قطاع غزة من طعام وماء ومحروقات والكهرباء، ينتظر مئات الفلسطينيين في طوابير للحصول على أسطوانات غاز الطهي، إذ يجلس الشبان فوق الأسطوانات أثناء انتظارهم، كما أن الأجواء مشحونة بالتوتر،حيث يبدو الناس متعبين نتيجة لصعوبة توفير مقومات الصمود في ظل صراع البقاء في غزة.

 المواطنون في غزة  يواجهون صعوبة في العثور على السلع الاستهلاكية الأساسية.

 

واقع المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة

ومنذ بداية وقف إطلاق النار في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دخلت حوالى 200 شاحنة محملة بمواد إغاثة إلى قطاع غزة بشكل يومي وفق لاتفاق وقف إطلاق النار برعاية الدوحة والقاهرة، فيما يشكل هذا العدد نصف المساعدات والاحتياجات التي  كانت تصل لسكان قطاع غزة قبل بداية العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إنها تمكنت من إيصال بعض المساعدات إلى شمال المنطقة التي يتمركز فيها الجيش الصهيوني بحسب ما اشترطت فصائل المقاومة الفلسطينية لتوقيع وقف اطلاق النار، لكنها شددت على أن هناك مشاكل وأزمات عديدة في كل مكان آخر.

فلسطيني آخر في طابور أسطوانات غاز الطهي يروي معاناته:

“لا نستطيع العثور حتى على فنجان شاي، حتى على علبة بسكويت. يوم أمس، كان الناس الذين كانوا نائمين في الشارع يتقاسمون خبزهم.”

ويتابع “في المطر الذي هطل يوم أمس وفي البرد، قضى الناس الليلة هنا. الله يكون في عوننا.”

الغزيون الذين ينتظرون في الطابور للحصول على زيت الطهي منذ ثلاثة أيام يشعرون بالغضب والخوف.

كيف تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة؟

 

وعندما تلقى الجيش الصهيوني الصفعة المدوية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وكرد فعل عاجز أمام بطولة المقاومة الفلسطينية قامت بقطع جميع إمدادات الوقود إلى قطاع غزة تنفيذاً لسياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين ولدفعهم إلى صب غضبهم على حركة حماس، ثم سمحت لاحقاً بدخول كميات محدودة من الوقود.

ووفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية المتآمرة على الشعب الفلسطيني، يُسمح بدخول 140 ألف لتر من الوقود كل يومين.

وتزعم حكومة الاحتلال الصهيوني أن الوقود الإضافي قد يُستخدم من قبل حركة حماس، فيما ثبت أن كل روايات الاحتلال الصهيوني قد سقطت حول استخدام منشآت المدنيين في غزة.

محمد القدرة  الذي كان ينتظر بصبر في طابور الحصول على زيت الطهي، يروى معركة الصمود والبقاء في غزة، قائلاً:

“لقد انتظرنا هنا ثلاثة أيام. جئنا إلى هنا قبل ليلتين ولم نتمكن من الحصول على زيت الطهي منذ الساعة 3 صباحًا.”

وأضاف “لا يمكننا العثور على وقود أو دقيق أو أي شيء آخر. عليك أن تقف في طوابير لكل شيء وستواجه صعوبة في العثور عليه.” 

وعلى ذمة BBC، ترسل الولايات المتحدة ثلاث طائرات محملة بمواد طبية ومساعدات غذائية وملابس شتوية إلى مصر، ستُوزَع هذه المساعدات في غزة عبر الأمم المتحدة، وفي ذات الوقت تدعم حق الكيان الصهيوني في ما يسمى “الدفاع عن النفس” وتغض الطرف عن مقتل واستشهاد آلاف الأطفال والنساء واستهداف المستشفيات في غزة.

 

تحذيرات دولية من خطورة الأوضاع في قطاع غزة

 

منظمة الصحة العالمية حذرت من أنه إذا لم يتم إصلاح البنية التحتية للرعاية الصحية في قطاع غزة، سيؤدي الأمر إلى وفاة عدد أكبر من الأشخاص بسبب الأمراض المتفشية  بسبب انهيار القطاع الصحي في غزة نظراً لاستهدافه أمام أنظار العالم.

 

في هذه الأثناء، يقول التحالف المؤلف من الأمم المتحدة إن 60% من المباني في غزة قد تضررت أو دمرت تمامًا.

بينما يستمر وقف إطلاق النار في غزة، يحاول الفلسطينيون إنقاذ بعض محصول الزيتون.

 

ومع استمرار وقف إطلاق النار، هناك بعض الإشارات التي تظهر أن الحياة في غزة تعود مجدداً، إذ يجرى حاليًا جمع المزيد من محصول الزيتون لهذا العام، في مشهد يدلل على إرادة وصمود الشعب الفلسطيني في صراع البقاء في غزة رغم الجرح النازف والغائر.

وفي تصريح لرويترز، يقول المزارع الفلسطيني الغزي فتحي أبو صلاح: “يجب أن نستغل هذه الفرصة. ليس هناك وقت آخر. هذا الحرب دمرتنا. لا يوجد تقريبًا إنتاج لدينا، وقد تلف جزء كبير من المحصول”.

ونظرًا لعدم وجود الكهرباء، تعمل آلات معالجة الزيتون بالوقود الذي يواجه الغزيون الأمرين لتوفيره اليوم.

على الرغم من عدم توفر الوقود في المنطقة، تمكن الفلسطينيون من معالجة بعض محصول الزيتون.

 

كما يقول الفلسطيني الغزي محمد وافي: “العثور على الوقود هو أزمة تواجه جميع المواطنين الفلسطينيين في غزة، وبمجرد العثور على الوقود، سنتمكن من تشغيل آليات الزيتون على الأقل بسعة محدودة”.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد.

التعليقات مغلقة.