كم عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم، وما حجم الشتات الفلسطيني؟

اليوم، يُعتَقَد أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم يتجاوز 6 مليون شخص، مما يجعلهم إحدى أكبر الشعوب اللاجئة في العالم.

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت نقلاً عن “BBC Türkçe“، يعيش اللاجئين الفلسطينيين في العالم بشكل رئيسي في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة.

ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة حول حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة الحالية، يُقدر عدد الفلسطنيين الذين هُجِّروا إلى مكان آخر في قطاع غزة بسبب الهجمات التي نفذها الكيان الصهيوني منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحوالي 1.9 مليون شخص.

وعلى الرغم من أن الشتات الفلسطيني انتشر حول العالم، فإن غالبية  اللاجئين الفلسطينيين في العالم يتواجدون في منطقة الشرق الأوسط.

إذاً، لماذا اضطر هذا العدد الكبير من اللاجئين الفلسطينيين في العالم لترك أراضي أجدادهم، وإلى أي دول استقروا فيها؟

لماذا أصبح الفلسطينيون لاجئين؟

إنَّ نزوح اللاجئين الفلسطينيين في العالم في تاريخ فلسطين هو حقيقة هامة منذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني أو ما يسمى بُهتاناً بـ “إسرائيل”.

وفي عام 1947، بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية، اعتمدت الأمم المتحدة القرار رقم 181.

 ووفقًا لهذا القرار، كانت أراضي فلسطين التي كانت في ذلك الوقت تحت الانتداب البريطاني ستقسم إلى دولة عربية ودولة يهودية.

وقد كانت فلسطين تحت الحكم البريطاني منذ عام 1922، وخلال هذه الفترة زادت هجرة اليهود الهاربين من النازيين إلى المنطقة، وكان ذلك يزيد من التوتر بين الفلسطينيين العرب واليهود.

وتقول البروفيسورة داون شاتي، من مركز أبحاث اللاجئين في جامعة أكسفورد: “في هذه المرحلة، كان الأوروبيون يشعرون بالذنب بسبب محرقة اليهود، وكانوا يحاولون التكيف مع الهجرة اليهودية الأوروبية الكبيرة إلى فلسطين”.

وقد رفض العرب الفلسطينيون القرار رقم 181 الذي كان يتوقع تخصيص مساحة أكبر لليهود، ولكن الكيان الصهيوني أعلن استقلاله استنادًا إلى توزيع الأراضي الذي كان مبنيًا على هذا القرار.

وعند إنشاء الكيان الصهيوني خلال حرب عام 1948، نُفِّي أو اضطر نحو 750 ألف فلسطيني من الأراضي التي أصبحت اليوم أراضي كيان الاحتلال الصهيوني أو اضطر للهجرة.

ويشير الفلسطينيون والعرب إلى هذا الحدث بمصطلح “النكبة” باللغة العربية، والذي يعني “الكارثة”.

وفي نهاية الحرب عام 1948، لم تسمح سلطات الكيان الصهيوني للاجئين بالعودة إلى منازلهم.

وعقب حرب الأيام الستة عام 1967، احتل جيش الكيان الصهيوني الضفة الغربية وقطاع غزة. 

ووفقًا للأمم المتحدة، اضطر أكثر من 325 ألف فلسطيني، معظمهم في اتجاه الأردن، للهروب من هذه المناطق في حينه. 

وخلال السنوات التالية، هُجر نحو 21 ألف فلسطيني سنويًا في المتوسط ​​من المناطق التي تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.

ولم تقبل  سلطات الاحتلال الصهيوني أبدًا رغبة الفلسطينيين في العودة في أي اتفاق مطروح للسلام.

أجبرت العصابات الصهيونية ما يقرب من 750 ألف فلسطيني على النزوح أو الطرد من منازلهم في عملية النزوح الجماعي عام 1948، المعروفة باللغة العربية باسم النكبة.

 

كم عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم؟

وفي عام 1949، تأسست وكالة الأمم المتحدة للمساعدة والرعاية لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (UNRWA) لتقديم المساعدة للمهجرين الفلسطينيين.

وتعرف “UNRWA” مصطلح “اللاجئ الفلسطيني” بأنه “الشخص الذي كان يعيش في فلسطين في الفترة من 1 يونيو/حزيران 1946 إلى 15 مايو/آيار 1948 “ذكرى النكبة” وفقًا للأمم المتحدة، وفقدوا مناطقه الطبيعية خلال حرب عام 1948، وفقدوا منازلهم ومصادر رزقهم.”

ويمكن لأحفاد الأشخاص الذين يتفقون مع هذا التعريف، بما في ذلك الأطفال المتبنين، التسجيل كلاجئين.

ووفقًا للبيانات الخاصة بـ “UNRWA”، عند بداية نشاطها في عام 1950، كانت تلبي احتياجات 750 ألف لاجئ فلسطيني.

في الوقت الحالي، يحق لـ 5.9 مليون لاجئ فلسطيني الوصول إلى خدمات “UNRWA”، ويشمل ذلك أيضًا 1.5 مليون شخص يعيشون في 58 مخيما للاجئين المعترف بها من قبل “UNRWA”.

وتتواجد هذه المخيمات في الأردن ولبنان وسوريا وشرق القدس وكذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهناك أيضًا مخيمات أخرى حيث يعيش الفلسطينيون خارج المخيمات التي يعترف بها “UNRWA”، مثل مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

لماذا توجد مخيمات للاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

بحسبما أوردته البروفيسور داون تشاتي، بسبب تأسيس ما يُسمى بـ” إسرائيل”، هاجر العديد من  الفلسطينيين العرب الذين كانوا يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى المناطق الفلسطينية الأخرى، إذ أصبحوا لاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية. وعُرفوا لاحقا  باللاجئين في عام 1948.

وفقًا لـ “UNRWA”، يعيش أكثر من 871 ألف لاجئ مسجل في الضفة الغربية، وتقريبًا رُبعهم يعيشون في 19 مخيم للاجئين.

في غزة، هناك 1.7 مليون لاجئ، حيث يعيش 620 ألف شخص في ثمانية مخيمات معترف بها من قبل”UNRWA”.

هُجر الغالبية العظمى من الفلسطينيين بسبب حرب الإبادة الجماعية ضدهم في غزة

ما هو حجم الشتات الفلسطيني وأين يتواجد اللاجئين الفلسطينيين في العالم؟

ويعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة  عام 1948، “ما يسمى بإسرائيل” حوالي 1.75 مليون فلسطيني، بما يُشكل نحو 20٪ من إجمالي سكان الكيان الصهيوني. وبالإضافة إلى ذلك، يعيش في الضفة الغربية نحو 3.3 مليون فلسطيني، وفي غزة يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني، ويشكلون جزءًا من الشعب الفلسطيني، والذي يشكل بالفعل إحدى أكبر الشعوب اللاجئة في العالم.

ما يُسمى بالشتات الفلسطيني، وهو المجموع الأوسع للفلسطينيين في العالم، يشمل الفلسطينيين الذين تركوا البلاد قبل عام 1948 (لذلك لا يتم احتسابهم من قبل الأمم المتحدة)، وأحفادهم، وكذلك الذين تركوا أرضهم ولكن لم يسجلوا أبدًا كلاجئين.

وفقًا للإحصائيات الأخيرة المُشاركة من قبل مركز الإحصاء الفلسطيني، يُقدر أن حوالي 7.3 مليون فلسطيني “من بينهم اللاجئين الفلسطينيين في العالم” يعيشون في هذا الشتات العالمي من الشرق الأوسط إلى أمريكا الجنوبية وأستراليا .

ولكن يجب أن يُلاحظ أن هذه الأرقام تشمل فقط الفلسطينيين الذين يمتلكون بطاقة هوية أو الذين يُسجلون كلاجئين، ولذا قد يكون السكان الفلسطينيين الفعليين للشتات أكبر بكثير.

بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يُقدر أن هناك أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في الدول العربية، ويتواجد نصف هؤلاء اللاجئين المنفيين في الأردن على حدود كيان الاحتلال الصهيوني الشرقية.

ومعظم الفلسطينيين في الأردن هم مواطنون للبلاد، ويتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها باقي المواطنين.

ويُعتقد أن لبنان وسوريا ومصر استضافوا أكثر من مليون شخص في المجموع. كما يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في مخيمات للاجئين منذ عام 1948، ولا يحق لهم الوصول إلى الحقوق العامة والاجتماعية.

لا يتمتع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بأي حقوق اجتماعية

على الجانب الآخر، يتمتع الفلسطينيون في سوريا بحقوق مدنية متساوية مع المواطنين السوريين، ومع ذلك، بعد اندلاع  الثورة السورية ضد نظام الأسد والقمع والمجازر التي تعرض لها السوريون، لجأ العديد من الفلسطينيين إلى خارج البلاد.

وفي كتاب “الفلسطينيون على مستوى العالم: دراسة ديموغرافية” لـ يوسف كورباج وهالة نوفل، يُشيرون إلى أن “وجود الفلسطينيين في دول الخليج نشأ من حوالي قرن من الزمن”، ويقولون أن “السعودية والكويت جذبتا حوالي 90٪ من القوى العاملة الفلسطينية في الخليج (قبل الحرب)، ومن ثم انتقلت بشكل رئيسي إلى قطر والإمارات العربية المتحدة”،.

البروفيسور داون شاتي يقول إن سبب استضافة دول الخليج للاجئين الفلسطينيين يعود إلى حاجتها إلى عمال مؤهلين يتحدثون الإنجليزية والعربية، وكان لدى الفلسطينيين تعليم جيد في مخيمات الأونروا.

الفلسطينيون خارج الشرق الأوسط

اليوم، يشكل الجزء الكبير من الشتات الفلسطيني الذي يعيش خارج الشرق الأوسط جزءًا كبيرًا من الذي هاجر إلى المنطقة عندما كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية في أواخر القرن 19.

وبحسب مزاعم “BBC” فقد تسبب قمع حركات القومية العربية الأولى والأزمة الاقتصادية في نزوح العديد من التجار الفلسطينيين المسيحيين، خاصةً أولئك الذين كانوا تجارًا، إلى شمال وجنوب أمريكا، وخاصةً فيما يتعلق بشمال أمريكا وجنوب أمريكا.

وقد جاءت موجات هجرة أخرى بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الكيان الصهيوني، ومع ذلك، من الصعب التحقق من الأعداد المتعلقة بالهجرة الفردية.

وكتب كورباج ونوفل: “تقديرات عدد الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية مغطاة بالتباس بسبب تصنيفهم كفئة واحدة تحت اسم “العرب”.”

ويُقدرعدد المجتمع الفلسطيني في تشيلي بحوالى 500 ألف، مما يجعلها أكبر دولة خارج الشرق الأوسط من حيث عدد السكان الفلسطينيين، كما يوجد عدد كبير من الفلسطينيين في هندوراس وغواتيمالا والبرازيل.

وتعود هجرة الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة أيضًا إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويعيش حاليًا ما يقدر بنحو 200 ألف فلسطيني في الولايات المتحدة.

وتستضيف ألمانيا أكبر تجمع للفلسطينيين في أوروبا، تليها المملكة المتحدة واليونان وفرنسا والدنمارك والسويد.

نادي كرة القدم بالستينو إف سي. تأسس عام 1920 على يد مهاجرين فلسطينيين في تشيلي ومعظم لاعبيه من أصل فلسطيني.

 

**********************************************************

نشير في نهاية هذا التقرير، أن “BBC” المنحازة للرواية الصهيونية، والتابعة لبريطانيا التي احتلت فلسطين وسهلت هجرت اليهود إليها عبر قمع وقتل الفلسطينيين، لم تلتزم بمعايير المهنية والموضوعية في ذكر تحمل بريطانيا للمسؤولية التاريخية عما حل بالفلسطينيين وعن احتلال أرضهم.

ولمعرفة حكاية الوجع الفلسطيني ننصح متابعينا في كوزال بمتابعة مسلسل التغريبة الفلسطينية، وهو المسلسل الوحيد الذي يجسد حكاية المعاناة التي عاشها الفلسطينيون منذ التاريخ، وهو من إخراج وإنتاج سوري كامل، وأخرجه المخرج السوري الكبير الراحل حاتم علي..

 

ترجمها وأعاد تحريرها: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.