كيف ستعمل خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة؟

خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة من خلال إنشاء رصيف عائم ستكون محفوفة بالعديد من التحديات الأمنية، مثل نيران العدو والحشود اليائسة على الشاطئ.

ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن بي بي سي باللغة التركية، من المتوقع أن يشارك أكثر من ألف وحدة أمريكية في عملية المساعدة التي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها “لن تشمل وجود القوات على الأرض”.

تعاونت الولايات المتحدة مع شركة غير معروفة تُدعى “فوغبو” والتي تديرها القوات العسكرية ومسؤولون استخباراتيون سابقون، لتنفيذ هذه العملية.

ما الهدف من خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة

وعلى ذمة بي بي سي، فإن الهدف هو تقديم ما يصل إلى مليوني وجبة غذائية يوميًا إلى غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن النقص الغذائي أصبح “أمرًا لا مفر منه تقريبًا” في المنطقة.

لقد قمنا بتجميع المعلومات المعروفة حتى الآن حول هذه العملية اللوجستية الكبيرة للولايات المتحدة.

خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة…كيف ستبني الولايات المتحدة الميناء؟

ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، يجب دمج قطعتين رئيسيتين ضمن الخطة. هما رصيف عائم مصنوع من قطع الصلب وممر مزدوج بطول 548 مترًا مع المرسى.

ومن المخطط أن يكون الممر المكون من قطع الصلب طوله 12 مترًا متصلًا بالساحل.

وبعد تسليم سفن الشحن شحناتها إلى الرصيف، سيتم نقل المساعدات إلى المرسى باستخدام مجموعة من القوارب وسفن الدعم اللوجستي.

ثم سيتم نقلها إلى غزة بواسطة المركبات البرية.

ووفقاً للمعلومات التي أوردتها بي بي سي، سيتم دمج الممر في البحر وسيتم “سحبه” إلى الساحل، مما يمنع وصول القوات الأمريكية إلى غزة، وتعتبر الولايات المتحدة الداعم الأول للاحتلال الصهيوني وتتهم بأنها شريكة في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، كما تصنف حكومة بايدن حركة حماس الإسلامية السنية على قائمة الإرهاب.

وقد جرى تطبيق هذا المشروع الإنشائي البحري المشترك، المعروف رسميًا باسم اللوجستيات البحرية المشتركة (JLOTS)، سابقًا من قبل الولايات المتحدة في عمليات إغاثة بعد الكوارث في الكويت والصومال وهايتي وأمريكا الوسطى. 

وقد جرى تطبيق رصيف بحري مشابه له في إنجلترا أيضًا أثناء الحرب العالمية الثانية. 

كما استخدمت وزارة الدفاع البريطانية معدات لوجستية مماثلة في تمرين كبير في أستراليا في يوليو/تموز 2023 الماضي.

وأكد العقيد الأمريكي مارك كانسيان، الذي انضم إلى البحرية الأمريكية، أن “الخيار المفضل للجيش هو الحصول على رصيف عمليات، مشيراً إلى أن هذا يسهل كل شيء.
إقرأ أيضاً:

ماذا وراء خطة ميناء غزة التي تنفذها الولايات المتحدة الشريكة في الإبادة الجماعية؟

ولكنه قال ” إن هذا قد لا يكون ممكنًا دائمًا في الأوقات التي لا تشمل النزاعات أو فترات السلام التي تتطلب المساعدات الإنسانية. في هذه الحالة، يأتي دور الموانئ المتنقلة.”

من هي شركة “فوغبو” ؟ وما هو دورها في خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة؟

شركة فوغبو “Fogbow”، يُديرها النقيب السابق في الجيش الأمريكي سام ماندي، الذي كان سابقًا يشرف على بعض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ميك مولروي، الذي كان سابقًا مسؤولًا في وكالة الاستخبارات المركزية ونائب وزير الدفاع المسؤول عن الشرق الأوسط.

ولم يتم الكشف عن كيفية مساهمتهم في الخطة للجمهور، ولكن مصدر مقرب من الموضوع أفاد لشبكة بي بي سي بأن الشركة ستسهم في توجيه المساعدات بمجرد وصولها إلى سواحل غزة بشكل أساسي.

ووفقًا للخطة التي وافقت عليها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بعد وصول الشحنة، سيتم تفريغ الحاويات وسيتم تحميل محتوياتها على الشاحنات لنقلها إلى نقاط التوزيع في غزة.

وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها بي بي سي، ما زالت “Fogbow”تبحث عن تمويل، وقد قدمت خططها إلى بعض الدول في أوروبا والشرق الأوسط.

من المخطط لـ “Fogbow” في المدى الطويل إنشاء مؤسسة تلقي تبرعات والاستمرار في تقديم المساعدات إلى غزة.

كيف سيتم ضمان الأمن؟

ووفقًا لخبراء عسكريين، يعتمد نجاح الخطة على ضمان الأمن، نظرًا لاحتمالات إطلاق نيران  من العدو “أي المقاومة الفلسطينية” وتكون التكدسات أثناء توزيع المساعدات.

وقال الأدميرال المتقاعد مارك مونتغمري، الذي قضى 32 عامًا في البحرية الأمريكية ولديه خبرة في توزيع المساعدات الإنسانية، إن العملية تتطلب “منطقة آمنة” ستُنشأ على الساحل وفي المياه الضحلة.

وأضاف مونتغمري: “لا يمكنك السماح للمدنيين بالصعود إلى الرصيف. يمكن أن يكون هناك شخص يبحث عن الطعام بيأس لأطفاله أو شخص آخر يحاول قتل شخص ما. سيؤدي ذلك إلى تعطيل كل العملية”.

وقال مصدران مقربان من الموضوع لبي بي سي إن الجيش الصهيوني سيضمن “أمن الحدود” بمنع وصول الحشود إلى الشاطئ. أما التوزيع فسيكون في غزة، بمسؤولية الفلسطينيين العزل.

ومن المتوقع أن يكون لدى شركة “Fogbow” دور لوجستي محدود في التوزيع فقط.

وعلى الرغم من تصريح وزارة الدفاع الأمريكية بأن القوات الأمريكية لن تبسط سيطرتها على غزة، يشير الخبراء إلى أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا.

وقال مونتغمري: “يجب عليهم التأكد من أننا هناك وراسخون في المكان الصحيح ويتحكمون في كل شيء”.

وأضاف: “إذا لم تكن هناك قوات أمريكية على الساحل، فمن المحتمل أن تكون هناك شركة مقاولات ذات خبرة من الجيش الأمريكي”.

ماذا سيكون تأثير شحنات المساعدات البحرية الأمريكية لغزة؟

ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، سيسمح هذه الرصيف المؤقت لغزة بدخول ما يصل إلى مليوني وجبة غذائية يوميًا، وهذا رقم مرتفع جدًا مقارنةً بالمساعدات التي تصل عبر معبر رفح الذي يقع على الحدود المصرية، والتي يتم إسقاطها من الجو.

وقد صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ماثيو ميلر، في بداية هذا الأسبوع بأنه قد تمت مراجعة خيار البحرية لأن الخيارات الأخرى كانت غير كافية.

ومع ذلك، أكد أنه لا يمكن أن يحل أي شيء محل المساعدات التي تأتي بالشاحنات عبر اليابسة، وأنهم سيستمرون في العمل من أجل ذلك.

الطريق البري هو الخيار الأكثر فعالية وسرعة لتقديم المساعدة إلى غزة. ومع ذلك، تقول المنظمات الإنسانية إن القيود التي تفرضها سلطات الكيان الصهيوني تمنع مرور جزء محدود من الاحتياجات.

وأشارت المنظمات الإنسانية والمسؤولون الأمريكيون إلى أن زيادة الشحن عبر البر هي الخيار الأفضل لتلبية الطلب.

أوضح مونتغمري: “حتى في أفضل الحالات، سيستغرق الأمر حوالي شهرين ليصبح الرصيف آلية توزيع فعالة، يجب أن نأخذ هذا في الاعتبار خلال الـ 45 يومًا المقبلة في جهود المساعدة الإنسانية.”

وقد تبدأ العمليات جزئياً حتى قبل بناء المرافئ. وفقًا لما تم الحصول عليه من معلومات من بي بي سي، تعمل “Fogbow”على حفر منطقة ساحلية لتمكين القوارب الصغيرة من الاقتراب بما فيه الكفاية لتحميل المساعدات على الشاحنات.

وفي ظل ضعف الإمكانيات لتقديم المساعدة عبر اليابسة، يتم تقييم خيارات أخرى للنقل البحري، وقد تم إرسال سفينة إسبانية تجر ما يقرب من 200 طن من المساعدات الغذائية وأخيرًا رست في قبرص. ومن المتوقع أن ترسو السفينة في رصيف صغير جرى بناؤه من قبل منظمة إنسانية أمريكية على شاطئ غزة.

مخاوف الفلسطينيين من الخطة الأمريكية المشبوهة

الجدير بالذكر، أن الكثير من الخبراء الفلسطينيين أبدوا تخوفهم من أن تكون خطة المساعدات البحرية الأمريكية لغزة توطئة لتهجير الفلسطينيين المجوعين والمحاصرين، لا سيما في ظل رفض أكثر من 500 ألف فلسطيني النزوح من محافظتي غزة وشمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع.

وفي الوقت ذاته، يُخشى أن تكون خطة الميناء العائم وآلية المساعدات الجديدة مقدمةً لإلغاء وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي له دور تاريخي في تمسك الفلسطينيين بحق العودة، خاصة وأن مسؤولي الاحتلال الصهيوني قد عكفوا خلال الأشهر القليلة الماضية على مهاجمة الأونروا وقصف مقراتها وموظفيها في غزة واتهامها بالتعاون مع حركة حماس الفلسطينية، الأمر الذي نفته وحذرت منه الوكالة مرات عديدة.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.