انضم قبل أيام إلى تحالف العدالة والتنمية.. من هو محمد فاتح أربكان رئيس حزب الرفاه من جديد؟

عُرف رئيس حزب الرفاه من جديد، محمد فاتح أربكان مؤخرا بمواقفه المتناقضة مثل ترحيبه بالمحادثات مع بشار الأسد، في نفس الوقت دعوته لضمان العودة الآمنة للسوريين، كما أثارت بعض شروطه حفيظة نساء حزب العدالة والتنمية.

ووفقا لمتابعة كوزال نت، مع اقتراب الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية جرت محاولات صعبة لضم فاتح أربكان وحزبه تحالف الشعب، لكنه لان في مواقفه أخيرا وأعلن انضمامه لتحالف المولاة الذي بات يضم ثلاثة أحزاب أمام تحالف المعارضة الذي يضم 6 أحزاب.

وقد أعدت لكم منصة وشبكة كوزال نت، هذا التقرير لأبرز مناقب المُنضم الجديد لتحالف العدالة والتنمية ” تحالف الشعب”.

نشأة محمد فاتح أربكان وتعليمه

ولد عام 1979 في العاصمة التركية أنقرة ودرس في ثانوية الإمام الخطيب الإسلامية تحت كنف والده، ثم درس الهندسة الكهربائية في جامعة باشكينت.

توجه لإنجلترا لدراسة الماجستير لكنه اضطر للعودة إلى البلاد نتيجة وفاة والدته نيرمين أربكان. ولا يخفى عن الجميع أنه نجل رئيس تركيا وأستاذ التيار الإسلامي فيها نجم الدين أربكان.

مشوار محمد فاتح أربكان السياسي

وقد ظهر محمد فاتح أربكان لأول مرة على الساحة السياسية عام 1999 في أدوار سياسية عدة، إذ أدى أدواراً سياسية في حزبي الرفاه والسعادة اللذين قادهما والده نجم الدين أربكان.

 ثم أسس حزب الرفاه من جديد “Yeniden Refah Partisi” عام 2018 ودخل الانتخابات كمستقل وفشل بتجاوز العتبة الانتخابية، ومؤخرا أجرى معه حزب العدالة والتنمية الحاكم محادثات لينضم إلى تحالف الشعب “Cumhur İttifakı”، ليُعلن لاحقا عن عدم انضمامه ودخوله كمرشح مستقل.

فاتح أربكان يستجيب أخيرا

لكن فاتح أربكان يوم 24 آذار/ مارس الماضي، فجر مفاجأة من العيار الثقيل على الساحة السياسية التركية، إذ أعلن انضمامه لتحالف الشعب الموالي ويضم ” حزب العدالة والتنمية الحاكم “AKP” +حزب الحركة القومية “MHP“، كما أعلن عن سحب ترشحه للرئاسة، ودعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منافسات انتخابات الرئاسة القادمة بتاريخ 14 مايو/أيار عام 2023.

أربكان كان قد اشترط على حزب العدالة والتنمية 30 شرطا للانضمام لتحالف الشعب، لكن حسب المصادر العدالة والتنمية فقد تحفظ عليها.

أبرز شروط فاتح أربكان للانضمام لحلف العدالة والتنمية

من بين أهم الشروط  التي اشترطها أربكان، العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم”، بالإضافة إلى منع العنصرية وضمان تماسك الدولة القومية في المنطقتين الشرقية والجنوبية الشرقية على أساس الأخوة الإسلامية”، وإغلاق جمعيات المثليين (LGBT)، وإلغاء قانون رقم 6284 الخاص بالأسرة.

موقفه من نظام الأسد وعودة السوريين

الغريب في توجهات فاتح أربكان هو ترحيبه سابقا بإجراء محادثات مع نظام بشار الأسد، إذ قال يجب على الحكومة التركية أن تجلس إلى طاولة المفاوضات مع الإدارة السورية في أسرع وقت ممكن، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، والإدارة الإيرانية مستعدة للعمل كوسيط.

وأكد أربكان على ضمان أهمية وسلامة أرواح العائدين من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معتقداً أن الغالبية تريد العودة.

كما أكد أن من أهم الأسباب التي تجعل حزبه يولي أهمية لعودة اللاجئين السوريين هو منع جهود الولايات المتحدة وإسرائيل لإخلاء تلك المناطق وفقاً لخطة الدولة الإرهابية التي تحاولان إقامتها في شمال سوريا.

أحد الشروط أثار جدلا واسعا

الشرط الذي أثار عاصفة من الجدل والانتقادات هو مطالبة أربكان إلغاء أو تعديل القانون 6284 الخاص بمكافحة العنف ضد الأسرة بما فيهم النساء، إذ يضمن القانون تقديم الحماية للنساء ورواتب شهرية، وتقديم الملجأ.

وقد أقرت  تركيا هذا القانون ليكون موازيا لاتفاقية إسطنبول التي انسحبت منها بسبب البند الرابع.

وينص البند الرابع في اتفاقية إسطنبول على تقديم الحماية ضد الأشخاص بغض النظر عن انتمائهم العرقي والديني وانتمائهم الجنسي والجسماني.

الكلمتان الأخيرتان فتحت باب الصراع لأن تؤدي إلى دعم المثلية الجنسية بما يتنافى مع ثقافة المجتمع والدين بحسب القيادة التركية.

وبناء على ذلك، تعرضت دعوات أربكان بإلغاء قانون “6284”، إلى عاصفة من الانتقادات ومنها النائبة عن حزب العدالة والتنمية من الجناح النسائي “أوزلام زنكين” والتي قالت في بيان لها، أن هذا القانون هو خطنا الأحمر، كما قالت وزيرة الأسرة التركية دريا يانيك أن القانون غير مطروح للنقاش ضمن صفوف الحزب.

لكن السؤال المطروح اليوم:

هل قبل حزب العدالة والتنمية بشروط أربكان أو أن الأخير شعر بضرورة الدخول مع التحالف جراء مواجهته صعوبة في جمع الإمضاءات التي عددها 100 الف، والتي جمع منها 55 ألفا فقط خلال 3 أيام ما عكس نتيجة التصويت العائدة له والتي قد لا تؤهله دخول البرلمان بسبب العتبة الانتخابية؟

إعداد: ياسين صعب

تدقيق لغوي ومتابعة: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.