صانع العود الوحيد في الباب السورية يحاول الحفاظ على مهنته في ورشة عمل بمنزله!

قال الحرفي وصانع العود الوحيد في الباب السورية حسن حمزة، التي جرها تطهيرها من تنظيم داعش بفضل عملية درع الفرات في سوريا، قال: “يجب أن يكون صانع العود أيضًا فنانًا، وإلا سيصبح العود مجرد آلة خشبية بدون روح.”

قصة صانع العود الوحيد في الباب السورية 

ووفقاً لما ترجمه ونقله فريق كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية،  يواصل حمزة  البالغ من العمر ٦٨ عامًا، وهو الحرفي الوحيد لصنع العود في المنطقة،ممارسة مهنته عن طريق تحويل إحدى غرف منزله إلى ورشة عمل. 

وأجاب حمزة على أسئلة مراسل وكالة الأناضول حيث تحدث عن تركه لقسم اللغة الفرنسية والأدب في الجامعة في الصف الثالث بسبب ضائقة مالية في عائلته خلال فترة شبابه. 

وأشار حمزة إلى أنه استطاع تأمين معيشة عائلته من خلال العمل في ورشة الخراطة الخاصة به. 

وأضاف حمزة أنه تعلم عزف العود في سن مبكرة، وأنه نجح في صنع عود جديد بدون أي تدريب في عام ٢٠٠٠ ليحل محل عوده القديم الذي كان قد مضى عليه الكثير من الوقت.

“عندما كان تنظيم داعش في الباب، لم يكن هناك سوى الخوف والظلام”

وأضاف حمزة، الذي أُصيب بالسرطان في عام 2013 وسافر إلى تركيا للعلاج في نهاية تلك السنة، قائلاً: “تلقيت العلاج حتى عام 2015 وتعافيت. ولكن حينها احتل تنظيم داعش مدينة الباب. لم أتمكن من العودة. كان هناك فقط الخوف والظلام أثناء احتلال داعش للباب.”

وأشار حمزة إلى أنه قرر العودة إلى الباب من تركيا في عام 2021، قائلاً: “كان حبي لهذا الآلة هو ما دفعني للعودة. وبفضل أصدقائي في تركيا، أستمد الألوان والخشب والأوتار اللازمة لها.”

“سعر العود يختلف باختلاف الخشب”

حمزة صانع العود الوحيد في الباب السورية، أكد أنه يقوم بتجميع جميع قطع العود بمفرده، قال: “هذا الآلة يجب أن تصنع بروح ويد واحدة فقط.”

وأوضح حسن حمزة، أنه باع العديد من العود التي صنعها قبل الحرب إلى الكويت والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكندا وإسبانيا والمغرب، مشيراً إلى أن سعر العود يتغير بناءً على نوعية الخشب، وأن  الأسعار قد تبدأ من 250 دولاراً وتصل إلى 1000 دولار.

وشدد حمزة على أن توفير القطع يعتبر أحد أكبر التحديات، مشيرًا إلى أن عملية صنع العود تستغرق على الأقل شهرًا.

“أنا أنادي الحرفيين، علّموا المهنة للأجيال الجديدة”

وأكد حمزة، أنه يبيع الآلات التي يصنعها في ورشته على السوق المحلية، موضحاً: “بسبب الحرب، لا أقوم بالتصدير. إذا تحسنت الأوضاع، سيكون لدينا محفزات لاستئناف التصدير مرة أخرى.”

وأشار حمزة إلى تراجع اهتمام العالم العربي بحرفة صنع العود، حيث قال: “أنا أناشد جميع الحرفيين أن يعلموا وينقلوا هذه الحرفة إلى الأجيال الجديدة. يجب أن يكون صانع العود أيضًا فنانًا، وإلا سيصبح العود مجرد آلة خشبية بدون روح. الصانع الفنان للعود قادر على أن يشعر بالأصوات التي تخرج من الأوتار.”

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.