قالت صحيفة (BirGün) التركية أمس ، أن مقتل الفتى السوري فارس العلي البالغ من العمر 17 عاماً في شجار بالسكاكين في هاتاي ، قد تسبب في تجدد الجدل حول لغة الكراهية المستخدمة ضد المهاجرين في وسائل الإعلام وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي .
ووفقاً لما نشرته الصحيفة وترجمته كوزال نت ، فقد قال مسؤولون في الجمعية العاملة في مجال اللاجئين والمهاجرين أن التوترات الاجتماعية والسياسية والإنسانية تتحول إلى كراهية وأعمال عنف موجهةٍ ضد اللاجئين / طالبي اللجوء بخطابات شوفينية (متطرفة) ،مشيرين إلى أن لغة “العنصرية والكراهية” التي تستخدمها الحكومة والسياسيون و وسائل الإعلام التابعة لهم ، لها دور فعال في وقوع مثل هذه الأحداث.
وشدد المسؤولون على ضرورة التذكير بأن لا أحد يريد أن يكون بعيداً عن وطنه ، مبينين أن اللاجئين ليسوا خياراً بل نتيجة.
وبحسب بيانات مديرية إدارة الهجرة ، بلغ إجمالي عدد السوريين الخاضعين لحالة الحماية المؤقتة المُسجلين في تركيا 3 ملايين و 652 ألفًا و813 شخص ، كما أصدت مديرية الهجرة بياناً آخر في مايو الماضي 2022 يكشف عن وجود 5 ملايين و 506 آلاف و 304 أجنبي في البلاد إلى جانب السوريين.
للإطلاع على المصدر اضغط هنا.
ووفقاً لبيانات جمعية مراقبة حقوق العتبة (ESHİD) ، كانت هناك زيادة كبيرة في الخطابات والممارسات العنصرية والهجمات ضد الجماعات ذات الأصول العرقية والمعتقدات المختلفة ، وخاصة الأكراد والسوريين ، حيث وقع ما لا يقل عن 29 هجوماً وفقد 9 أشخاص حياتهم في هذه الحوادث.
و أخيرًا ، بينما وقع جدال حول ما إذا كان مقتل فارس محمد العلي البالغ من العمر 17 عاماً في هاتاي ناتجاً عن وضع مماثل ، أيد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأن “خطابات الكراهية والعنصرية” كانت مؤثرة في حادثة مقتله.
هناك العديد من الجناة
و قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية التضامن مع المهاجرين ، خديجة أوديميش ، أن قضية اللاجئين تُستخدم كمادة في السياسة الداخلية والخارجية ، وأن أبعاد الوضع تتغير مع تأجيج الكراهية.
وأضافت أوديميش أنه بناء على السياسة التوسعية في السياسة الخارجية و سياسة الباب المفتوح التي تم تنفيذها دون أي بنية تحتية قبل وأثناء العملية ، إلى جانب سياسة الاستقطاب التي تركت بصماتها على السياسة الداخلية لسنوات عديدة ،فإنه ليس من المستغرب أن تظهر الصورة التي نعيشها اليوم.
وفي إشارة إلى استخدام قضية اللاجئين كمادة للسياسة الداخلية في تركيا ، قالت أوديميش ” حزب سياسي برنامجه السياسي الوحيد هو إرسال لاجئين إلى بلادهم ، وقادة سياسيون لا يهتمون بجوهر القضية ويدخلون في السباق “سنرسلهم” ، وكذلك زعيمه الذي ينشر الكراهية والعنصرية” . وفي إشارة منها إلى أوميت أوزداغ قالت أوديميش ” في كل مرة يفتح فمه ، يكون مسؤولاً أيضاً عن مناهضة الهجرة والعنصرية التي امتدت إلى هذا الشارع وتحولت إلى أعمال عنف “.
وحول قضية مقتل فارس العلي نوهت أوديميش إلى أن هناك العديد من الجناة المسؤولين عن طعن السكين في قلب فارس محمد الذي فقد والده في حرب هاتاي .
وحملت أوديميش مسؤولية قتل الفتى العلي إلى من يشنون الحروب، والذين الذين لا يتكلمون ضد الحروب ، وإلى الذين يصنفون الناس كأجانب ويقلبون الجماهير ضد بعضها البعض ويحولونهم إلى أعداء و ووصفتهم بأن أيديهم ملطخة بالدماء، مؤكدة على أن هناك العديد من الحوادث التي تمت فيها حماية الجناة والتستر من قبل.
ونوهت أوديميش إلى أن سياسة “الإفلات من العقاب” في هذا الصدد تغذي أيضاً مثل هذه الهجمات العنصرية والقتل ، وأضافت أوديميش أنه من المرجح أن تزداد خطابات إعادة اللاجئين من قبل السياسيين في العملية الانتخابية ، و نتيجة لذلك سيزداد العداء تجاه اللاجئين ، وبهذه الطريقة سترتفع معدلات التصويت.
وأكدت أوديميش على ضرورة الدفاع عن فرص المساواة والتعايش ، والنضال من أجل تطوير الديمقراطية وحقوق الإنسان ، والوقوف ضد العنصرية والتمييز ، مشددة على أن وسائل الإعلام تغذي العنصرية أيضاً بشكل غير مسؤول حتى في القضايا القضائية البسيطة!.
بدوره قال رئيس جمعية التضامن مع اللاجئين السوريين محمد صالح علي ، أنه لا يعرف تفاصيل حادثة هاتاي ، لكن جمعتيه قلقة من زيادة الاعتداءات العنصرية.
وفي إشارة إلى أن خطاب الكراهية والتمييز ضد اللاجئين أصبح واسع الانتشار ، خاصة في العامين الماضيين ، قال علي أن استخدام السياسيين لهذه اللغة مؤخراً ، تسبب في ازدياد الهجمات ، مطالباً بضرورة أخذ هذا الأحداث على محمل الجد.
ونوه على إلى أن جمعيته تناشد السياسيين بأن يتوقفوا عن التمييز والعنصرية لأنهما سيؤديان إلى نتائج سلبية ، مؤكداً من جديد على أن وضع السوريين كلاجئين ليس خياراً ، وأن جميعهم سيعودون إلى وطنهم عندما يعود الأمان إلى بلادهم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى بعض الهجمات العنصرية :
في 17 /01/2021 : تعرضت عائلة سورية للضرب بسبب ادعاء وجود ” ازعاج ” من قبلهم في منطقة بايراكلي بإزمير ، ولم يتم فتح تحقيق بشأن ما يقرب من 20 شخصًا متورطين في الحادث.
في 21/03/2021 : قام ثلاثة أشخاص في شاحنة صغيرة كانوا يجمعون فيها نفايات الورق في أنطاليا بضرب لاجئ سوري على دراجة نارية ، ثم ضربوه بالحجارة والعصي ، ودهسوا دراجته النارية بالشاحنة الصغيرة وأحرقوها. و تم إطلاق سراح اثنين من المهاجمين من قبل مكتب المدعي العام والآخر من قبل المحكمة بشرط الرقابة القضائية.
في 02/08/2021 : اضطر أكرادٌ ذهبوا إلى منطقة المالى في أنطالياكعمال زراعيين موسميين ، إلى مغادرة القرية بسبب هجمات وتهديدات مجموعة عنصرية مكونة من 300 شخص.
في 11/08/2021 : طُعن شخصان ما أدى إلى وفاة أحدهما خلالشجار وقع بين مجموعتين في منطقة ألتنداغ في أنقرة. ومع انتشار خبرتعرض شابين للطعن على أيدي سوريين ، تم رشق متاجرٍ ومنازل سورية بالحجارة في الحي مع ترديد شعار”لا نريد سوريين هنا”.
في 17/07/2021 : قُتل دنيز بويراز نتيجة هجوم مسلح على مبنىمقاطعة حزب الشعوب الديمقراطي في إزمير.