بعد كارثة زلزالي كهرمان مرعش القاسية، تُتداول العديد من الأخبار عن حدوث زلزال في إسطنبول، ما أدى إلى حالة من الرعب والخوف في صفوف المقيمين العرب والسوريين بعد الخسائر الفادحة التي تسبب بها زلزال 6 شباط/فبراير.
ووفقا لمتابعة كوزال نت، فقد أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو مساء الأحد الموافق 5 آذار/ مارس، عن ارتفاع حصيلة الوفيات عقب الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا جنوب تركيا وشمال غرب سوريا إلى 45 ألفا و986 شخصا في تركيا لوحدها.
وبإضافة أحدث رقم معلن لضحايا الزلزال في سوريا، وهو 5 آلاف و914 قتيلا، يرتفع عدد القتلى الإجمالي في البلدين ليقارب 52 ألفا.
وفي إطار العديد من الشائعات والأخبار المتداولة حول إمكانية حدوث زلزال في إسطنبول، أعدت لكم شبكة كوزال السورية هذا التقرير.
هل سيحدث زلزال في إسطنبول؟
الجواب نعم بحسب خبراء الزلازل، ولكن بالنسبة إلى إمكانية حدوث زلزال في إسطنبول، فقد بدأت توقعاته من قبل الخبراء منذ سنوات وهو ليس بالشيء الجديد أو الدراسة الجديدة.
الحقيقة أن أهوال زلزال كهرمان مرعش صفعت الخبراء ونبهتهم وجعلتهم يستشعرون خطورة التحذيرات السابقة.
هل زلزال كهرمان مرعش له تأثير على وقوع زلزال في إسطنبول؟
ما لا يعلمه الكثيرون، أن زلزال إسطنبول لا علاقة له بزلزال كهرمان مرعش، إذ أن الصدع الزلزالي في منطقة إسطنبول منفصل تماما عن صدع كهرمان مرعش الذي تحرك في 6 شباط/فبراير الماضي وألحق أضرارا كارثية كبيرة.
لذلك دعونا نتفق بداية أن الخوف والهلع من زلزال إسطنبول، أمر غير مبرر مطلقا وهو حالة نفسية انعكست على الأهالي بعد أضرار زلزال كهرمان مرعش.
آخر الأبحاث والدراسات المتعلقة بحدوث زلزال في إسطنبول
منذ زلزال ازميت عام 1999 توقع الخبراء زلزالا جديدا خلال 30 عاما في صدع بحر مرمرة، و قد مضى اليوم منها 23 عاما.
هذه المدة تعتبر أقرب من أي وقت لذا بدأت بلدية إسطنبول والحكومة التركية بإجراءات مباشرة لتحديد المباني التي يجب هدمها على الفور، في إطار جهودها المبذولة لأخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة.
أما عن الأبحاث الزلزالية فهي تتوقع حدوث كسرين في صدع بحر مرمرة ما يؤدي إلى زلزالين يتجاوزان 7 درجان ريختر، لكن متى؟ قد يكون الآن وقد يكون بعد 50 عاما، وهذا ليس بتوقع حديث بل قديم جدا!
لكن الحقيقة أن الوسائل الإعلامية بدأت بتناقل الخبر بهدف التفاعل وحصد المشاهدات لكن هذا على حساب ترويع القارئ وترهيب العائلات، دون مراعاة لأي مهنية أو حساب لنفسية الناس القاطنين في المدينة، لذا ما نطلبه منهم هو مراعاتنا نحن سكان المدينة، وشرح الموضوع بطريقة صحيحة.
تاريخ الزلازل في إسطنبول
حدثت زلازل في إسطنبول لسنوات عدة على مر التاريخ، هي: 447، 542 (مدمر)، 1296، 1509، 1719، 1766 (مدمر)، 1894، 1912، 1935، 1963و 1999.
لذا فإن التوقعات تقول إن صدع مرمرة قرب إسطنبول يشهد كسرا زلزاليا ضخما كل 250 عاما تقريبا، لذا نقول ونكرر أن الهلع والخوف لا مبرر له.
فالسكان الذين استقروا في إسطنبول منذ مئات السنين يعلمون أنه هذه المدينة نشطة زلزاليا، ورأينا التحذيرات منذ سنوات من زلزال كبير، الخوف ما هو إلا ردة فعل بعد رؤية الجميع لأضرار هاتاي وكهرمان مرعش وسوريا وغازي عنتاب وغيرها من المدن.
إذا ماذا فعلت الحكومة والبلدية وما هي الإجراءات؟
وفي السياق، قال وزير البيئة والتطوير العمراني التركي مراد كوروم، إن عدد المباني التي بنيت في إسطنبول قبل عام 2000 هو 818 الفًا، وفي حال وقوع زلزال بقوة 7.5، فمن المتوقع أن تتعرض 491 الفًا من الأبنية لضرر شديد أو متوسط، وعدد سكان هذه المباني هو 6.2 مليون نسمة.
في هذا الصدد أخلت السلطات 93 مدرسة ومشفيين، بينما تستمر بتحديد النقاط التي يجب عليها العمل على إعادة بنائها بشكل مباشر، وتشمل مؤسسات تعليمية وحكومية وطرق وجسور ومجمعات سكنية ومباني قديمة بحاجة لعملية تسميها “التحول الحضري”.
بينما أعلنت بلدية إسطنبول عن بدء تقديم طلبات فحص المباني في إسطنبول بأولوية المستأجرين وأصحاب المنازل التي بنيت قبل عام 2000.
وأكدت البلدية أنه يمكن للمستأجرين التقدم بطلب عبر رابط صادر عن بلدية إسطنبول.
لزيارة الرابط، اضغط هنا.
بيت القصيد
ختاما قال خبراء في مرصد الزلازل قنديلي التابع لجامعة بوغازجي أنهم يتوقعون زلزالًا أصغر من زلزالي كهرمان مرعش في إسطنبول، إلا أن الضرر سيكون أكبر، وهو ما يجعل الحاجة مُلحةً إلى اتخاذ التدابير مبكرا، بهدف تخفيف حدة الأضرار في المستقبل.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد