استطلاع رأي حول مرشح حزب العدالة والتنمية لإسطنبول: من الأوفر حظاً خلف الكواليس؟

أجرى حزب العدالة والتنمية (AKP) استطلاعًا للرأي، يوم الأحد الماضي، لتحديد المرشحين لمنصب رؤساء بلديات المدن الكبرى والمناطق ولا سيما مرشح حزب العدالة والتنمية لإسطنبول، وقد برزت 4 أسماء بشكل لافت في استطلاع الرأي.

الشخصيات المفضلة لتكون مرشح حزب العدالة والتنمية في إنتخابات بلدية إسطنبول في مارس/آذار 2024 المقبل

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت نقلاً عن “BBC Türkçe“، وفقًا لمعلومات نُقلت عن مصادر في العدالة والتنمية (AKP)، كانت الشخصيات الأكثر تفضيلًا لتكون مرشح حزب العدالة والتنمية هي الوزيران السابقان مراد كوروم وعادل كارا إسماعيل أوغلو، بالإضافة إلى رئيس بلدية الفاتح محمد أرغون توران ورئيس بلدية إيسنلير توفيق غوكسو.

من ناحية، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيكشف عن مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى (İBB) في أقرب وقت ممكن بعد تقييمه لاستطلاعات الرأي التي أجراها الحزب، ومن المتوقع أن يعلن ذلك للجمهور التركي في موعد أقصاه 30 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وتُعتبر فرص رئيس بلدية فاتح، محمد أرغون توران، مرتفعة بشكل خاص في أروقة حزب العدالة والتنمية.

وزير البيئة والتحضر العمراني التركي السابق مراد كوروم، وأحد المرشيحن لانتخابات بلدية إسطنبول

جرى طلب ثلاثة أسماء في ظرف مغلق

وقد نظم استطلاع للرأي (لقياس الميول) في فرع حزب العدالة والتنمية (AKP) بإسطنبول برئاسة أردوغان، وشارك فيه 348 شخصًا من رؤساء بلديات المناطق، ورؤساء فروع الشباب والمرأة، وأعضاء مجلس الإدارة المسؤولين عن المناطق في هياكل الحزب، وأعضاء البرلمان.

وقد جرى توزيع استمارات على الأعضاء المشاركين في استطلاع الرأي، حيث طُلِبَ منهم كتابة ثلاثة أسماء يرغبون في رؤيتها كمرشحين لرئاسة بلدية إسطنبول، فيما جرى إعداد استمارات مختلفة لرؤساء البلديات على مستوى الأحياء.

وفيما يتعلق بالبلديات التي ليس لديها تمثيل في العدالة والتنمية، فقد طُلب ثلاثة أسماء كما في بلدية المدينة الكبيرة، بينما في المناطق التي يوجد فيها حزب العدالة والتنمية، طُرح سؤال “هل يجب أن يستمر رئيس البلدية الحالي أم يجب تغييره؟”، وقد جرى جمع توصيات لثلاثة أسماء أخرى من الذين يفضلون التغيير.

رئيس بلدية إيسنلير وأحد المرشحين ليكون مرشح العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى/ توفيق جوكسو

أردوغان وصف فترة إمام أوغلو بـ”السنوات الضائعة”

ووفقًا لمعلومات نقلت عن مصادر داخل حزب العدالة والتنمية (AKP)، أدلى أردوغان بكلمة خلال الاجتماع، حيث وصف إدارة بلدية إسطنبول الكبرى في السنوات الخمس الماضية بـ “سنوات الضياع” تحت قيادة القيادي في حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض أكرم إمام أوغلو.

وقد أعطى أردوغان تعليمات لرؤساء هياكل الحزب، قائلاً: “سنركز على عملنا الخاص ونعمل بجد أكثر. قوموا بتحليل توقعات شوارعكم وأحيائكم بشكل جيد وحددوا الطرق الصحيحة”.

 

أضاف أردوغان: “لا تفكروا فقط في إسطنبول الكبرى، بل فكروا في بلديات الأحياء وأعضاء مجلس البلدية، واعملوا بتكتيك واحد”.

ووفقًا مصادر حزب العدالة والتنمية، فإن اختيارات مراد كوروم وعادل كارا إسماعيل أوغلو، اللذين يشغلون حاليًا منصبين بالبرلمان (الأول كنائب بارز والثاني وزير سابق للنقل والبنية التحتية)، إلى جانب رئيس بلدية فاتح محمد توران ورئيس بلدية إيسنلير توفيق جوكسو، كانت متوقعة وليست مفاجأة.

وفي الأروقة الحزبية، كانت أسماء وزير الداخلية التركي علي يرليكايا ووزير الصحة  فخر الدين كوجا مطروحة أيضًا لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى. 

ومع ذلك، وفقًا لمصادر حزب العدالة والتنمية، لم يتم تفضيل هاتين الشخصيتين كثيرًا في استطلاع الرأي (الميول). 

ويُشير القادة إلى أن السبب في ذلك هو نجاح علي يرلي كايا وفخر الدين كوجا في وظائفهما الحالية والاتجاه العام للحفاظ على تلك المساعي.

أردوغان رفقة شخصيات بارزة في العدالة والتنمية

ما هي الأسماء الأوفر حظاً؟

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، يُشار إلى أن الرئيس أردوغان سيأخذ في اعتباره لتحديد رؤساء البلديات الكبرى والمحلية، ليس فقط الأسماء التي نشأت عن استطلاع الرأي، ولكن أيضًا نتائج استطلاعات الرأي التي سيتم تقديمها له هذا الأسبوع من قبل إدارة البحث والتطوير والتعليم في حزب العدالة والتنمية. 

ورغم أن القرار النهائي سيكون بيد الرئيس التركي أردوغان، ففي الأوساط الحزبية يُعتبر من الأرجح أن يكون من بين الأشخاص الأكثر حظًا للترشيح هم محمد أرغون توران وعادل كارا إسماعيل أوغلو.
ويُعتبر كون كل من هذين الشخصين من أصول البحر الأسود، وحتى من مدينة طرابزون، ميزة في ظل ارتفاع نسبة السكان من أصول البحر الأسود في إسطنبول. وفي هذا السياق، جرى التأكيد على أن نتائج استطلاع الرأي ستلعب دورًا حاسمًا في اختيار المرشح.

رئيس بلدية الفاتح/ محمد أرغون توران

وتؤيد بعض الفئات داخل العدالة والتنمية ضرورة ترشيح أسماء تتميز بخدماتها في مجال البلدية بدلاً من الأسماء “الشعبية”. 

ويشير أولئك الذين يؤيدون هذا الرأي إلى أن جدول أعمال إسطنبول في المستقبل سيكون حول “تدابير الزلزال” وبناءً على ذلك التحول الحضري، وبالتالي يعطون المزيد من الفرص لمحمد أرغون توران، رئيس بلدية الفاتح الذي شغل أيضًا منصب رئيس إدارة الإسكان العامة (TOKİ).

“سيُعلن عن مرشح العدالة والتنمية لبلدية إسطنبول في 30 ديسمبر على أقصى تقدير”

ومن المتوقع أن يقوم الرئيس أردوغان بتحديد مرشح حزبه لرئاسة بلدية إسطنبول بناءً على نتائج استطلاع الرأي ودراسة آراء الجمهور بعد اجتماعه مع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي.

كما يقول مسؤولو حزب العدالة والتنمية إنهم يتوقعون أن يجري الإعلان عن مرشحي الحزب لرئاسة بلدية إسطنبول والبلديات الفرعية في 29 أو 30 ديسمبر/كانون الثاني 2023، وذلك في إطار محادثات التحالف مع حزب الحركة القومية وحزب الرفاه الجديد بقيادة فاتح أربكان.

وزير المواصلات والبنية التحية السابق والمرشح ليكون ممثلاً لحزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى / عادل كارا إسماعيل أوغلو

تحالف الجمهور

وما تزال جهود حزب العدالة والتنمية (AKP)  مستمرة في البحث عن تحالف مع حزب الرفاه الجديد (YRP) الذي يُزعم أن لديه نسبة 4-5% في إسطنبول. 

وتشير مصادر الحزب الحاكم إلى أنه جرى تقديم عرض لـ YRP للمشاركة في مجلس البلدية في إسطنبول.

وبالرغم من أن حزب الحركة القومية “MHP” يحصل على نسبة 10% من الأصوات، يشير مسؤولو AKP إلى أنه جرى تسليم حزب الحركة القومية اثنين من بلديات الأحياء، ويعلق مسؤولو AKP على هذا الأمر قائلين: “نسبة 4٪ تعني عضوية في مجلس البلدية. ولكن إذا كان لديهم حي يزعمون فيه أنهم سيفوزون بالتأكيد في المعارضة، مثل قولهم “سنفوز بالتأكيد في كارتال”، فلنعطيهم. ولكن يجب أن يكون لدينا بيانات قوية لدعم ذلك.”

الجدير بالذكر، أن حزب الشعب الجمهوري المعارض “CHP” وأكبر أحزاب المعارضة التركية، قد أعلن منتصف الشهر الحالي عن تجديد الثقة برئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، كمرشحاً عن الحزب لبلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات البلدية المحلية التركية والمزمع عقدها في 31 آذار/مارس 2024 المقبل.

رئيس بلدية إسطنبول الحالي والمرشح أكرم إمام أوغلو

 

ومن جهة أخرى، أعلن الحزب الجيد”İYİ Parti”  بقيادة ميرال أكشينار أنه سيخوض الانتخابات التركية القادمة، مستقلاً ودون التحالف مع حزب الشعب الجمهوري المعارض داخل “تحالف الأمة المعارض” كما حدث خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يعني أن حظوظ أكرم إمام أوغلو في الفوز لن تكون كالسابق.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد.

التعليقات مغلقة.